ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض يؤدي إلى: يزيد "كورونا" و"إيبولا" تعقيدا وينشر سرطانات الجلد ارتفاع معدلات أمراض القلب وضغط الدم أمراض غير معروفة ستظهر مع استمرار "الاحتباس الحراري" "الرغي" و"التبذير" و"أوهام العظمة" أمراض يسببها "الاحتباس الحراري" "الأرض" .. ذلك الكوكب الذي حاز اليوم اهتمام 120 دولة حول العالم اجتمعت كلها لبحث سبل صد الخطر الذي بات يهدده ويهدد سكانه أجمعين بسبب ارتفاع درجة حرارته الناتج عن الاحتباس الحراري الشديد، والذي تتورط الدول الصناعية الكبرى فيه لما تنتجه من غازات سامة تؤدي لتضخم الظاهرة. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ألقى اليوم كلمة المجموعة العربية، أمام قمة التغيرات المناخية بنيويورك، التي تعد القمة الأكبر عالميا، المخصصة لبحث التغيرات المناخية، وأثرها على العالم وسبل التصدى لها، لكن ما الآثار الطبية - الفسيولوجية والسيكولوجية- المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراري، هذا ما يعرضه التقرير التالي. أكد الدكتور مصطفى أورخان، المدير السابق لهيئة المصل واللقاح والمركز الإقليمي للإنفلونزا، التابع لمنظمة الصحة العالمية، أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض - الذي ناقشته قمة المناخ ب"نيويورك" - ساهم بشكل كبير في ارتفاع نسب الإصابة بسرطانات الجلد، كما يزيد من تعقيد الفيروسات الصدرية بما فيها "كورونا" و"إيبولا". وأشار إلى أن الدول الأفريقية الواقعة تحت تأثير دوائر العرض ذات درجات الحرارة المرتفعة؛ ترتفع فيها نسب الإصابة بهذه الفيروسات الخطيرة، ويزداد تعقيد الفيروس مقارنة بالأماكن ذات الحرارة الطبيعية. وأوضح "أورخان" - في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" - أن انبعاث الغازات السامة من عوادم السيارات، ومن المصانع التي لا تستخدم فلاتر لتنقية الغازات المنبعثة منها، إلى جانب غازات الفريون المنبعثة من اجهزة التكييف والتبريد، كلها تسهم في تضخم ظاهرة الاحتباس الحراري التي يؤثر بشكل أساسي فى جلد الإنسان وجهازه التنفسي. وأضاف، أنه يتوقع أن تتزايد نسب الإصابة بأمراض ضغط الدم والقلب؛ نظرا لتأثير درجات الحرارة العالية على الدورة الدموية بجسم الإنسان، وكذلك قد يشهد كوكب الأرض تزايدا في حمى التشنج الحراري للأطفال. وأكد "أورخان"، أن الاحتباس الحراري يمتد تأثيره أيضا على البيئة والنباتات، ولا تتوقف تأثيراتها عند حدود الإنسان فقط. وفي السياق ذاته أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة السابق، أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض سيكون له انعكاسات سيئة على صحة الإنسان إذا لم يتم العمل بتوصيات الاجتماعات الدولية التي تعقد للحد من الآثار السيئة لانبعاث الغازات التي تؤدي إلى تضخم ظاهرة الاحتباس الحراري. وأوضح "تاج الدين" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن أمراضا لا يعرفها الإنسان بعد مرشحة للظهور مستقبلا، إذا استمر الاحتباس الحراري في التزايد، مؤكدا أن اختلال التوازن الذي سينجم عن استمرار درجة حرارة كوكب الأرض في الارتفاع يزيد من نمو الجراثيم، ويخلق جراثيم جديدة قد تؤدي إلى تفاقم الكارثة. وأشار إلى انه لا توجد علاقة مباشرة بين ظهور أمراض "الإيبولا" و "كورونا" لأنها فيروسات موجودة منذ زمن طويل وحدث لها تحول، وهو امر طبيعي بالنسبة للفيروسات. بينما قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، إن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض؛ سيكون له نتائج سلبية جدا على الصحة النفسية للإنسان، وهو ما يؤكد ضرورة التزام العالم بما ستنتهي إليه قمة المناخ بالأمم المتحدة من توصيات. وأوضح "بحري" - في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" - أن الأمراض الموسمية المرتبطة بفصل الصيف ستزيد نسبتها مع ظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكدا أن درجات الحرارة المرتفعة تصيب الإنسان بمرض في "المزاج" الإنساني، يسمى ب"الهوس"، كما يظهر فرط النشاط وقلة النوم، وكثرة الكلام او ما يسميه المصريون "الرغي"، وكذلك التبذير والإسراف في صرف الأموال بلا تفكير، وكذلك يتعاظم الشعور الإنساني ب"أوهام العظمة" والكبرياء. وأشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يضعف قدرة الإنسان على التكيف، ويؤذي سلوك الإنسان بشدة. وأضاف، أن عكس ذلك يحدث مع درجات الحرارة المنخفضة، حيث يزداد الاكتئاب، ويتزايد الشعور بالخمول، والنوم المبالغ فيه. وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن شرفه بالتواجد في قمة المناخ للتحدث باسم المجموعة العربية، قائلا: "لقد وجه التقييم الخامس للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ إنذارا واضحا بضرورة التحول لأنماط جديدة للتنمية تشمل أنماط استهلاك رشيدة ونظم إنتاج مستدامة لتخفيف ظاهرة تغير المناخ، والتكيف مع آثارها السلبية". وأضاف السيسي، في كلمته في فعاليات قمة المناخ على هامش الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، أن "المنطقة العربية الواقعة في نطاق المناطق الجافة، هى من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما لها من آثار سلبية على التنمية، وهو ما يتطلب تحركا وتضامنا دوليا أساسه مبدأ الإنصاف والمسئولية المشتركة مع تباين الأعباء والقدرات المختلفة، والالتزام بالمسئولية التاريخية وحق الدول العربية في تحقيق التنمية المستدامة". وتابع: "إن التكيف مع تغير المناخ يمثل أولوية قصوى للدول العربية، والدول النامية والأفريقية، ودولنا تعاني من أزمات متفاقمة في الطاقة، وهو ما يتطلب التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لتوفير الطاقة، وأدعو المؤسسات المالية والقطاع الخاص للاستثمار في هذه المشروعات". ووقال: "إن دولنا تعاني من التغيرات الناجمة عن مشكلة التغير المناخي، وفي مقدمتها ظاهرة التصحر، فإن المجتمع الدولي مدعو للانخراط، ودعم زراعة أشجار الغابات، في الصحاري من خلال مياه الصرف المعالجة، لامتصاص ظاهرة الاحتباس الحراري". وطلب السيسي تعاون الجميع لخفض انبعاثات ظاهرة التغير المناخي، للتكيف مع الآثار السلبية لهذه الظاهرة، وقال: "لا ينبغي أن يكون الإطار الجديد بديلا عن اتفاقية تغير المناخ بل لابد أن يكون مكملا له". وأكد التزامه بالتنسيق مع جميع الأطراف والدول للتوصل لاتفاق متوازن لتحقيق مصلحة الجميع.