هالني أن يصر الدكتور أحمد البرعي وزير التضامن السابق على الترشح لمنصب المدير العام لمنظمة "العمل العربية" رغم مطالبة الاتحاد العام لنقابات عمال "مصر" بسحب ترشيحه في مذكرة قدمت لرئيس مجلس الوزراء، متهمين إياه بأنه كان السبب في ظهور النقابات المستقلة التي أثرت سلباً على الاقتصاد الوطني، وبأنه سيسعي لتطبيق فكره على الدول العربية بما ينذر بحدوث إضرابات كبيرة داخل البلدان المستقرة ويضر بعلاقتها مع مصر. ودُهشت كثيرا أن يعلن الاتحاد عن دعمه لمرشح الكويت فايز المطيري رئيس اتحاد عمال الكويت على الرغم من وجود المرشح المصري بما يعني رفضا تاما للرجل وبما لا يدع مجالا للمزايدة أن نغلب المصالح الشخصية ونتمسك بشعارات مثل أن البرعي مرشح مصر، وأنه سيعيد الريادة المصرية في المنطقة العربية بما قد يأتي على حساب مصلحة الوطن العربي بأكمله. واكتشفت أنه قد تشكل تحالف لعدد من قيادات بعض النقابات العمالية منهم النقابة العامة للغزل والنسيج برئاسة عبدالفتاح إبراهيم، والنقابة العامة للبترول برئاسة محمد سعفان والنقابة العامة للبناء والأخشاب برئاسة عبدالمنعم الجمل ضد ترشح البرعي للمنصب كما علمت أن محامين عن العمال قد تسلموا توكيلات رسمية من قيادات نقابية فى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر على رأسها النسيج، والبترول، والبناء والأخشاب، وذلك لتقديم ملف كامل أمام النائب العام يضم جميع تجاوزات ومخالفات البرعي مصريًا، وعربيًا، ودوليًا، وخطورة علاقاته وتوجهاته على الأمن القومي، ويشمل الملف وقائع ووثائق تخص بعض أعضاء حملته الانتخابية. كل هذا يحتاج من رئاسة الوزراء أن تعيد النظر في ترشح "البرعي" باسم مصر لأنه في المقام الأول ممثل لعمال مصر الذين يرفضون ترشحه. البرعي سيتم عامه السبعين بعد أسابيع وله تاريخ طويل في إعداد قوانين العمل ولكنه أغفل مبدأ هام من مبادئ الحقوق الأساسية في العمل وأهمها حق العمال في اختيار من يمثلهم سواء في داخل مصر أو عربيا أو دوليا لأن الحق النقابي والمفاوضات الجماعية هي أحد أهم المبادئ الأساسية التي تأسست عليها منظمة العمل. البرعي تم طرده من احتفال عيد العمال منذ أشهر قريبة، بعد أن اعترضت القيادات العمالية، وممثلو العمال، والعمال من مختلف الشركات على حضوره، الأمر الذي أدى إلى تدخل أمن القاعة لإخراج أحمد البرعي حتى يتم استكمال الاحتفال، فإذا كان هذا رأي العمال المصريين فماذا سيكون رأي العمال العرب؟. مجدي البدوي، المتحدث الرسمي للاتحاد العام لنقابات عمال مصر،أكد على رغبة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر في سحب الحكومة المصرية لترشيح الدكتور أحمد البرعي مديرًا عامًا لمنظمة العمل العربية، حيث قال البدوي "بصفتى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أرفض ترشيح الدكتور أحمد البرعى لمنصب مدير منظمة العمل العربية لأنه سعى إلى تخريب الحركة العمالية المصرية، ويسعى الآن لهدم الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب وخلق كيانات موازية غير شرعية بالاتفاق مع المنظمات الدولية التي تسعى لتخريب مصر". وأوضح البدوي، في تصريحات صحفية أنه لا بد أن تقف جميع قيادات الحركة العمالية بالداخل والخارج للتصدي لظاهرة النقابات المستقلة، ومواجهة مخطط أحمد البرعي وزير العمل الأسبق فى السيطرة وتمكين النقابات المستقلة المصرية، والعربية من منظمة العمل العربية، من خلال سعيه للفوز بمنصب المدير العام للمنظمة خلال الانتخابات التى سوف تجري في أبريل 2015. ومنذ أيام فتح رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، عبد المنعم الجمل النار على البرعي متهما إياه بتدمير الحركة النقابية المصرية، وبأنه يسعي إلي تدميرها عربيًا، بعد قرار الحكومة السابقة برئاسة د.حازم الببلاوي، ترشيحه لمنصب المدير العام لمنظمة العمل العربي. وأكد الجمل أن جميع أطراف العملية الإنتاجية ترفض استمرار ترشحه للمنصب خاصة وأنه –حسب وصفه- عمد لتفتيت الحركة النقابية، بعد ثورة 25 يناير، من خلال إيجاد منظمات نقابية موازية أثرت سلبا علي الاقتصاد المصري، من خلال النقابات المستقلة، التي نشأت بقرار منه، دون وجود قانون ينظم ذلك، وبالمخالفة للدستور، والاتفاقيات الدولية. وأوضح الجمل أن النقابات المستقلة أوجدتها التدخلات الأجنبية فى إطار سياسة الفوضى الخلاقة للتدخل في شئون الدول العربية في أي وقت تشاء مثلها مثل منظمات المجتمع المدني المشبوهة والتقيت منذ أيام بمحمد الطرابلسي، مستشار الشؤون النقابية بمنظمة العمل الدولية، الذي أكد لي أن النقابات المستقلة ليس لها أي سند قانوني في الدفاع عن حقوق العمال على أرض الواقع وغير ملتزمة بأي اتفاقيات عمالية وقعت عليها الدولة أو أطراف العملية الإنتاجية كما ينص القانون مضيفا أن النقابات المستقلة قد تعاقب بتهمة انتحال صفة. وبعد كل هذا السرد أظن أنه قد آن الأوان أن نعيد النظر في ترشيح "البرعي" ل "العمل العربية" باسم مصر.