حملة سبتمبر " لحظة جنون دفع السادات حياته ثمنا لها " اعتقلت4 مرات خلال حكم السادات "أصله كان بيحبني شوية " التعذيب تواجد في عهد "ناصر" وعاد بقسوة في عهد "مبارك" قديس اليسار المصري، الصحفي والمناضل اليسارى حسين عبد الرازق، قدم تضحيات جسيمة فى معارك وطنية وشعبية منذ سنوات دراسته بالجامعة وحتى بداية حياته الصحفية في "أخبار اليوم" عام 1961 محررا بقسم الشئون الافريقية، وتواصل هذا النضال بعد انتقاله لجريدة "الجمهورية". بجانب عمله الصحفي.. فإن "عبد الرازق" هو أحد مؤسسي حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وكانت محطة عبد الرازق الرئيسية بعد معارضته لاتفاقية كامب ديفيد، وفى انتفاضة يناير 1977، تحمل أعباء ثقيلة فى سبيل مشاركته النشطة والقيادية فيها كأحد ابرز شباب اليسار فى ذلك الوقت. وظل "عبدالرازق" طوال سنوات حكم الرئيسين السابقين السادات ومبارك معارضاً شرساً لسياسات الفساد والظلم الاجتماعي، وتزوير الانتخابات ومعاداة الديمقراطية، رافضا كل انواع الابتزاز، فحل، نتيجة لذلك، ضيفا دائما على سجون ومعتقلات السادات ومبارك، ورغم ذلك ظل معارضاً لسياسات الانفتاح الاقتصادي والخصخصة، وضد كل أشكال الفساد. شارك عبد الرازق في ثورة 25 يناير منذ ساعاتها الأولى، ولذلك وجد نفسه ملزماً بحماية الثورة وحاملا لآمال شهدائها، في دولة مدنية ديمقراطية عادلة. كشف لنا حسين عبد الرازق، القيادي اليساري عن تفاصيل اعتقاله ضمن 1563 مواطن مصري من بينهم رجال دين إلي جانب عدد من أبرز القيادات الصحفية والأدبية والسياسية من مختلف الانتماءات بأقصى اليمين إلي أقصي اليسار أيام 3، 5 سبتمبر عام 1981 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وأكد عبد الرازق، أن "السادات" طوال فترة حكمه كان يضيق بالمعارضة، ووجه لهم ضربات متتالية كانت حملة سبتمبر آخرها، لافتا إلي أنها أظهرت فقدان السادات لصوابه. ووصف "عبدالرازق" حملة سبتمبر بأنها "لحظة جنون دفع السادات حياته ثمنا لها"، موضحا أن كل القريبين من السادات في تلك الفترة أكدوا أنه لم يعد يقبل بالنصيحة، خاصة بعد زيارته لأمريكا وشعوره بأن الأمريكان لم يعودوا يهتموا به وأصبحوا يعتبرونه ورقة محروقة مما أفقده توازنه. وأشار "عبدالرازق" إلي اعتماد السادات علي المواد 71،74 في قرارات الإعتقال وإغلاق الصحف والجرائد والجمعيات، واتخاذ قرارات ليست مسبوقة ولا منطقية. وحول التأثير الذي وقع عليه نتيجة اعتقاله بتلك الفترة، قال عبد الرازق : "السجن تجربة شديدة الصعوبة البعض يخرج منها منكسرا وآخرون يخرجون منها بدروس إيجابية وإصرار علي المواصلة وأظن أنني كنت من النوعية الثانية". وتابع: "أحد قادة الشيوعيين بمصر قال أننا بكل حادثة اعتقال نفقد عددا من العناصر بعضهم إما يتوقف عن العمل السياسي أو يعمل لحساب الأمن". ويروي "عبدالرازق" أنه تم اعتقاله 4 مرات خلال فترة حكم السادات معلقا بسخرية، "أصله كان بيحبني شوية". وتابع: "أول مرة اعتقلت كانت في أحداث يناير عام 72، حيث دعمت مطالب الطلبة المعتصمين، ورغم وعود الدولة بتنفيذ مطالبهم، اعتقلت كافة المعتصمين وكنت من بينهم وتم اعتقالي من منزلي في الرابعة صباحا". أما المرة الثانية – والكلام مازال علي لسان "عبد الرازق" – كانت عام 77 في انتفاضة 18، 19 يناير وكنت من بين 10 متهمين بالتحريض علي التظاهر. وأوضح "عبدالرازق" أن المرة الثالثة كانت في مارس 1981 بتهمة تأسيس الحزب الشيوعي المصري، قائلا :" هذه المرة تم اعتقالي أنا وزوجتي الكاتبة فريدة النقاش ومن الطريف أن محامينا عندما تقدم بطلب للإفراج عنها لمراعاة ابنتنا وطفلنا الصغير، أفرج القاضي عني وتركها بتوجيهات من مباحث أمن الدولة، لأنها كانت تعاملهم باحتقار كما يستحقون ". أما المرة الرابعة والأخيرة والتي نحن بصدد الذكرى ال 33 لها اليوم، فيقول عبد الرازق عنها : "كانت زوجتي فريدة معتقلة بالفعل وصدر أمر آخر باعتقالها، وكانت أصعب اللحظات بعد مقتل السادات حيث صدر أمر بالإفراج عنا أنا وزوجتي وحين ذهبت لتلقيها صدر أمر آخر باعتقالها وتوسطنا للرئيس محمد حسني مبارك حتي تم الإفراج عنها". وأكد عبد الرازق أنه لم يتعرض لأي تعذيب جسدي خلال فترات اعتقاله طوال فترة حكم السادات، لافتا إلي أن التعذيب بهذا المعني تم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعاد بشكل اكثر قسوة في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وأشار عبد الرازق إلي أن "الحبس الإنفرادي" كان وسيلة التعذيب الوحيدة التي تعرض لها خلاف فترات اعتقاله .