الوسائل كثيرة جداً، منها الخبر الذي سربته الجهات المختصة بمدينة حمص السورية يوم الجمعة الماضية، فقد قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الجهات المختصة ضبطت سيارة محملة بكمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة، بعضها ( لاحظ) من صنع إسرائيلي. وقالت الوكالة أيضاً نقلاً عن وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مطلع بمحافظة حمص قوله "إن الأسلحة شملت أربع قذائف آر بى جيه، وخمس قذائف هاون صنع إسرائيلي، وثلاثة صواريخ مضادة للدروع، و14 قنبلة يدوية صناعة إسرائيلية، إضافة إلى لغم مضاد للعربات، وقناصة أمريكية الصنع، وبارودة بلجيكية نوع (فال) وعدد من حشوات قذائف ال "آر بى جى" الدافعة. فما معنى هذا؟ أولاً لابد من التأكيد على أن الزميل الذي يعمل من دمشق لصالح وكالة أنباء الشرق الأوسط ليس مخطئاً لأنه نقل الخبر، فهذا دوره، بل وواجب عليه. لكن المسئولية تقع على من سرب الخبر، وهو للأسف مجهول، كما هي عادة الأنظمة العربية. خطورة الخبر أنه يوحى بأن إسرائيل لها يد تلعب لصالح الثورة في سوريا، وتدعمها بالسلاح. وهذا يعني أنها غير وطنية وغير شريفة .. الخ. في المقابل تغذية الكذبة الكبرى بأن نظام بشار الأسد ووالده هم الذين يقفون في وجه "العدو الصهيوني ووراءه الامبريالية الأمريكية والغربية". وهذه كما يعرف القارئ الكريم ربما تكون أكبر أكذوبة في العصر العربي الحديث، فالجيش العربي السوري لم يطلق رصاصة واحدة في اتجاه الجولان، وهو الآن يطلق ملايين الرصاصات إلى صدور سوريين عُزل. لعل القارئ الكريم يتذكر بمناسبة تزوير الأخبار، هذا السيل من الأخبار التي ملأت صحف وتليفزيونات الحكومة عن أجانب ووجبات كنتاكي .. الخ. لكن في النهاية فهذا التزوير لم يمنع الثورة المصرية، ولن يمنع الثورة السورية، فأغلب الناس لا تصدقه، فهم يصدقون أكثر ما يحدث على الأرض.
