تسود حالة من الترقب الحذر قطاع غزة قبل ساعات من انتهاء التهدئة المؤقتة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل والتي اقترحتها مصر لإفساح المجال أمام الجانبين لإجراء مفاوضات غير مباشرة بالقاهرة على وقف دائم لإطلاق النار. وتنتهي الهدنة المقررة لمدة 72 ساعة في الثامنة من صباح غد (الجمعة) بالتوقيت المحلي وسط آمال من سكان القطاع المنكوب بالتوصل إلى اتفاق يستجيب للمطالب الفلسطينية بوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار بشكل كامل ونهائي وفتح المعابر أمام حركة عبور الأفراد والبضائع . وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة على غزة أطلق عليها اسم "الجرف الصامد" دامت لمدة شهر خلال الفترة من 7 يوليو الماضي وحتى بدء سريان الهدنة صباح (الثلاثاء) الخامس من أغسطس الجاري بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على البلدات والمدن الإسرائيلية . وحسب وزارة الصحة الفلسطينية ، أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 1886 فلسطينيا بينهم 432 طفلا و243 امرأة و85 مسنا ، وإصابة 9806 آخرين من بينهم 2979 طفلا و1903 سيدات و374 مسنا ، إضافة إلى دمار مادي واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل والمقار الحكومية والمدنية والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء في القطاع الذي يقطنه نحو 8ر1 مليون فلسطيني. في المقابل .. أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 64 عسكريا و3 مدنيين إسرائيليين وإصابة أكثر من ألف آخرين بينهم 651 عسكريا و357 مدنيا خلال الحرب في حين أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها قتلت 161 عسكريا في اشتباكات مباشرة وجها لوجه وأسرت آخر ، موضحة أن هذا العدد لا يشمل قتلى الجنود الإسرائيليين أثناء استهدافها للآليات العسكرية الأسرائيلية المتوغلة على حدود القطاع والتي انسحبت قبيل سريان الهدنة الأخيرة . وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أكدت أن تمديد التهدئة مع إسرائيل لمدة 3 أيام إضافية لم يكن مطروحا للنقاش. وردا على تسريبات إسرائيلية بتمديد التهدئة، قال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح مقتضب الليلة الماضية "تمديد التهدئة 72 ساعة إضافية لم يكن مطروحا للنقاش والأخبار عن تمديد التهدئة عارية عن الصحة". ونظمت الحركة ظهر اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة دعما للمقاومة والوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة. وخرجت المسيرة من كافة مساجد مدينة غزة عقب صلاة الظهر وتجمعت في ميدان الجندي المجهول وسط المدينة ، ورفع المشاركون فيها الإعلام الفلسطينية ورايات الحركة الخضراء ورددوا الهتافات الداعمة للمقاومة . وقال القيادي في حماس والنائب في المجلس التشريعي مشير المصري في كلمة الحركة أمام الجماهير المحتشدة "إن الحرب لم تضع أوزارها بعد، فما زال مجاهدونا في الميدان ولم يغادروا الثغور المتقدمة ، وما زالت أيدينا على الزناد وما زالت صواريخنا مصوبة إلى تل أبيب واللد وما بعدها وما زالت أنفاقنا حية وممتدة إلى العمق الصهيوني". وأكد أن جميع الخيارات مفتوحة وعلى الاحتلال أن يختصر الزمن والطريق وان يستجيب لشروط ومطالب الشعب الفلسطيني ، مضيفا "إن ما فشل العدو في تحقيقه على أرض المعركة لن يناله بالمباحثات السياسية". وشدد المصري على أن سلاح المقاومة "مقدس" وعرضه على طاولة المفاوضات "مرفوض" ، محذرا الإسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة من العودة إلى منازلهم إذا لم يستجب (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو لشروط المقاومة ومطالب الشعب الفلسطيني. في سياق متصل .. أعلنت كتائب القسام في بيان مقتضب قبل قليل أنها ستوجه الليلة خطابا مهما للشعب الفلسطيني توضح فيه موقفها إزاء ما اعتبرته "تلاعب العدو ومماطلته في مفاوضات الهدنة".