رغم الانشقاقات التي يعلن عنها بعض قيادات وضباط ومنتسبي الجيش السوري بين الحين والآخر، إلا أن الجيش التابع لنظام بشار الأسد مازال متماسكاً، على عكس ما توقعه المراقبون بالخارج بأن الانشقاق داخل الجيش سيساهم إلي حد كبير في الإسراع في انهيار النظام السوري. ويؤكد المتابعون للشأن السوري أن صمود الجيش وتنفيذه لأوامر النظام يرجع إلي تركيبته الطائفية وسيطرة العلويين على مراكز القيادة. ويشير الدكتور أحمد عبد ربه مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إلي أن الجيش النظامي السورى لن يتخلى عن نظام بشار الأسد، إلا إذا حصل علي ضمانات من الطائفة السنية بعدم اغتيالهم والتنكيل بهم بعد سقوط بشار. وقال عبد ربه، إن الجيش النظامي قائم علي الطائفية العقائدية، و70% منه سنة، وما بين 12 – 15% علويين، وهي الطائفة التى ينتمي لها بشار وأسرته وقيادات الجيش النظامي، وهي ترى أن بقاء بشار وأمنه من بقائها وأمنها. وأضاف: "كما استطاع بشار أن يبدل الثورة السورية لحرب أهلية وطائفية، وبدلا من أن ينتفض الشعب ضد نظام بشار الأسد، تحول إلى حرب طائفية، ومن هنا يأتي تمسك الطائفة العلوية ببقاء بشار الأسد في الحكم". وتابع عبد ربه: "بالرغم من عدم يقيني من هذه المعلومة، إلا إنني أعتقد أن أغلب الانشقاقات التى حدثت من جانب أفراد وضباط في الجيش النظامي ضد بشار، ينتمون للطائفة السنية". ويرجع المعارض السورى إبراهيم الشطا، سبب قوة وتمسك الجيش السورى التابع لنظام بشار الأسد، إلى تركيبته المعقدة والمتباينة. وقال الشطا إن 80% من السوريين "سنة"، و8% "علويين" و12% دروز ومسيحيين وأقليات، وهذه هى التركيبة التى يتكون منها الجيش النظامي السورى، موضحاً أن أغلبية رتب الجيش الضباط والجنود من السنة، والقيادات من العلويين وهم المسيطرون على الأجهزة الأمنية في سوريا كلها. وأضاف: "يوما بعد يوم يشهد الجيش النظامي انشقاقات من الضباط وأحيانا من القيادات، وهناك من ينتظر قرارات دولية حاسمة ضد نظام بشار ليعلنوا عن انشقاقهم رسميا وفي العلن، لأنهم على قناعة بأنهم يضربون أهاليهم وعشيرتهم". وأشار الشطا إلى أن المشكلة ليست في الجيش النظامي، وإنما في صمت المجتمع الدولى وتخاذله عن نصرة المدنيين العزل، الذين يلقون حتفهم كل يوم نتيجة القتل أو التعذيب على يد رجال بشار وقواته.