قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الوقف الدائم لإطلاق النار مرتبط بالتوصل لاتفاق يقره الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي يضمن مطالب الفلسطينيين وأولها إنهاء حصار غزة. وأضاف مشعل في حوار مطول مع تليفزيون شبكة (سي إن إن) بث اليوم /الأحد/ أنه قد يوافق على وقف مؤقت لإطلاق النار لأغراض إنسانية ، لكنه سيدعم وقفا طويل الأمد لإطلاق النار إذا غيرت إسرائيل سياستها تجاه تقييد حركة البضائع والأشخاص إلى داخل قطاع غزة. وتابع " هناك نوعان من وقف إطلاق النار ، الأول : لأغراض إنسانية مثل هدنة 72 ساعة التي تم التوصل إليها والتي كان الهدف منها مساعدة المدنيين وتقديم الطعام والمياه لهم وانتشال الجثث من بين أنقاض المباني المدمرة ، أما النوع الثاني : فهو وقف دائم لإطلاق النار وذلك مرتبط باتفاق يوافق عليه الجانبان شريطة أن يضمن مطالب الفلسطينيين والتي يأتي على رأسها رفع الحصار عن قطاع غزة". ونوه مشعل بأن وجود القوات الإسرائيلية داخل غزة وتدمير الأنفاق لا يعني أن ثمة هدنة ، فالهدنة هي الهدنة ، والوجود الإسرائيلي داخل أراضي قطاع غزة عدوان ، لذا فإن المقاومة الفلسطينية لها حق الدفاع عن نفسها والتعامل مع القوات الإسرائيلية المعتدية والموجودة داخل أراضي غزة بالطرق اللازمة. وأعرب عن أسفه حيال تبني الإدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما للرواية الإسرائيلية التي وصفها ب"الكاذبة" فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ من الأحياء السكنية بقطاع غزة ، وقال " إن حماس تضحي بنفسها من أجل شعبها ولا تستخدمهم كدروع بشرية لحماية أفرادها ، فالمقاتل مثل الجندي مهمته حماية الناس وليس التضحية بهم". وأضاف " نحن أقوى من الإسرائيليين بعدالة قضيتنا ، فنحن الملاك الحقيقيون للأرض وهم سارقوها ، نحن الضحايا وهم المجرمون ، قد لا نكسب معركة أو اثنتين تماما ، ولكن في النهاية سنفوز بالحرب ، فصمودنا انتصار". وفيما يتعلق بالمحادثات المصرية ، ألمح مشعل إلى أن حماس سبق وأن وافقت على وقف إطلاق النار عدة مرات من خلال الوسطاء المصريين منذ عام 2003 ، والجميع يدرك ذلك بما فيهم الإدارة الأمريكية ، يدركون أن حماس إذا وعدت صدقت وستفي بوعدها وسيتبع المقاتلون على الأرض ذلك" ، معربًا عن أمله في المشاركة بالمحادثات مع الوسطاء المصريين. وأضاف " بغض النظر عن موقف الآخرين ، فقد أعربنا عن استعدادنا للذهاب كوفد فلسطيني إلى القاهرة من أجل إجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حتى يمكنهم عقد محادثات غير مباشرة بيننا وبين الإسرائيليين ، وحتى يمكننا التوصل لوقف إطلاق نار يلبي مطالب الفلسطينيين وأولها إنهاء حصار غزة ، ولقد أعلنا عن موقفنا ذلك من قبل ولا زالنا ملتزمين به". وفيما يتعلق بمفاوضات السلام ، ألمح مشعل إلى أنه لا يمكن توجيه اللوم لحماس حيال عدم التوصل لحلول في ذلك الصدد ، وقال " نحن الفلسطينيين استمعنا منذ عام 1948 للمجتمع الدولي والأمم المتحدة واللوائح الدولية ، على أمل إنهاء الاحتلال ضدنا ، غير أن المجتمع الدولي فشل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومساعدة الفلسطينيين في امتلاك حق تقرير مصيرهم ودولتهم الخاصة".