بعد مرور تسعة أيام من القصف على مطار طرابلس الدولي والمناطق المحيطة به ، والاشتباكات ، بين ثوار الزنتان الذين يسيطرون على مطار طرابلس الدولي وبين غرفة عمليات ثوار ليبيا وثوار مصراتة ، أعلنت وزارة الصحة الليبية حصيلة ضحايا الاشتباكات والتي تتغير بوتيرة كبيرة من آن إلي آخر ، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 47 شخصا وإصابة أكثر من 120 جريحا ، ولا تزال الإحصائية قابلة للزيادة جراء تجدد القصف والاشتباكات. وقال مدير المكتب الإعلامي بوزارة الصحة الليبية عمار محمد -في تصريح له - إن اشتباكات محيط مطار طرابلس والمناطق المجاورة له ، أسفرت عن 47 قتيلا و120 جريحا وهذه الإحصائية هي للحالات التي نقلت إلي المستشفيات الحكومية بالعاصمة الليبية طرابلس و ضواحيها ، موضحا أن هناك حالات نقلت إلي مستشفيات ميدانية ولم توثق عبر سجلات المستشفيات . ومن جانبها، طالبت المنظمة العربية لحقوق الانسان الأطراف المتنازعة في طرابلس ، من تمكين الإسعاف الدخول إلى مناطق الاشتباكات ، وعدم التعرض لهم . وناشدت المنظمة في نداء على موقعها الرسمي ، جميع الأطراف المتنازعة السماح لطواقم الإسعاف ، وسيارات الهلال الأحمر الليبي الدخول لمناطق الاشتباكاك وعدم التعرض لها . وشددت المنظمة العربية لحقوق الانسان على أن هذا المطلب هو ذو أولوية خاصة ، بغية قيام عناصر الإسعاف بواجبهم تجاه الجرحى و اسعافهم ، وخاصة المدنيين بمنطقة قصربن غشير وتجددت صباح أمس الاشتباكات لليوم الثامن على التوالي ، والتي استمرت طوال اليوم بين ثوار الزنتان وبين غرفة عمليات ثوار ليبيا وثوار مصراتة، وتوسعت دائرة الاشتباك ، لتطال منطقة قصر بن غشير أحد ضواحي العاصمة طرابلس ، حيث سقطت صواريخ وقذائف مدفعية على بعض السيارات ومنازل المدنيين. واندلعت النيران في طائرة ركاب صغيرة من طراز «CRJ» متوقفة بمطار طرابلس الدولي أمس جراء القذائف التي تطلق على المطار والاشتباكات الجارية . وأكد مصدر أمني أن هذه الطائرة التي التهمتها النيران بشكل كامل تستخدم للرحلات الداخلية لغرض الطيران السريع الرئاسي والحكومي. وفي السياق ذاته، لقى خمسة مدنيين على الأقل مصرعهم أمس بمنطقة قصر بن غشير، جراء القصف العشوائي جنوب العاصمة طرابلس ، وقال مصدر أمني أن «مصحة العافية استهدفت بقذيفتين دون وقوع خسائر بشرية بسبب تعليق العمل بها ، وفرار العناصر الطبية والطبية المساعدة بها». وأوضح المصدر أن عشرة منازل على الأقل أحرِقت بالكامل ، بينما تعرَض كثير من المنازل الأخرى إلى سقوط أجزاء منها، جرّاء القصف المُكثَّف على المنطقة. وعقد مجلس الوزراء الليبي اجتماعاً استثنائيا برئاسة رئيس الحكومة المؤقتة المكلف عبد الله الثني بمقر ديوان رئاسة الوزراء. وذكر الموقع الرسمي للحكومة الليبية اليوم الأثنين أن الاجتماع قد خصص لاستعراض آخر المستجدات وما وصلت اليه الأوضاع في منطقة مطار طرابلس الدولي والاقتتال الدائر هناك خارج شرعية الدولة، وتطرق الاجتماع إلى معاناة سكان المنطقة من جراء هذا الاقتتال وما خلفه من رعب وخوف في نفوس الأطفال والنساء والشيوخ وخسائر طالت الأرواح والممتلكات. وتابع مجلس الوزراء في اجتماعه أوضاع الليبيين الذين انقطعت بهم السبل في عدة بلدان لتوقف الملاحة الجوية في المطارات الليبية وما تم بشأن تسكينهم والعمل على إعادتهم لأرض الوطن في القريب العاجل. كما استعرض مجلس الوزراء في اجتماعه الجهود التي تبذلها الحكومة لحقن الدماء من خلال التواصل بين كل الأطراف بمساهمة الحكماء والأعيان من مختلف مناطق ليبيا والسعي للخروج من هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن. وجدد المجلس في ختام اجتماعه الطارئ تأكيده على ما سبق وان أعلنته الحكومة من ضرورة وقف للأعمال القتالية وانسحاب الأطراف المتصارعة خارج المنطقة والاحتكام إلى لغة العقل من خلال حوار وطني شامل . بدوره، أكد المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) أنه على رئاسة الأركان العامة الإضطلاع بمهامها تجاه ما يجري الآن في مدينتي طرابلس وبنغازي، واتخاذ ما يلزم لتنفيذ القرارين 27 و53 المتعلقين بإخلاء المدن من التشكيلات المسلحة كافة، وتسليم المطارات وجميع المرافق العامة إلى الدولة الليبية. كما أكد المؤتمر الوطني في بيان له أن الحوار بين أبناء الوطن في إطار حماية السيادة الوطنية والمحافظة على وحدة التراب الليبي والإصرار على نجاح المسار الديمقراطي، وترك كلمة الفصل للشعب الليبي من خلال صناديق الاقتراع، هو الطريق الوحيد لحل كل المشاكل. وتقدمت لجنة المصالحة باتحاد مجالس الحكماء والشورى، بمبادرة لوقف إطلاق النار بمحيط مطار طرابلس الدولي. وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة عبد الله الديباني أن اللجنة تقدمت بمبادرة لرأب الصدع بين الأطراف المتنازعة بمطار طرابلس، وتضمنت وقف إطلاق النار وخروج كافة التشكيلات المسلحة وتسليم المطار لقوة فض النزاع. وأضاف أن المبادرة شددت على الدولة استلام المطار من خلال مؤسساتها المتمثلة في وزارتي الداخلية والدفاع وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث وتقديم من تورط للقضاء. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد إزاء النزاع الذي طال أمده على مطار طرابلس الليبي الدولي ، وحث جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس، والالتزام بالقانون الدولي واحترام المدنيين، والعمل على إيجاد حل سلمي عبر الحوار والتسوية. وأشار البيان الصحفي الذي أصدرته بعثة الاتحاد الإوروبي لدى ليبيا ، إلي أن الهجمات على المطارات المدنية تمثل خرقا للقانون الدولي وأي استخدام للقوة يجب أن يكون تحت سلطة الدولة ذات السيادة وضمن إطار القانون. وجدد الاتحاد الأوروبي تأكيده على عدم وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا، والخيار الوحيد هو الحل السياسي والعملية الديمقراطية السلمية .