تعد الحرب العالمية الثانية من أشرس الحروب التي عرفتها البشرية، وذلك يرجع إلي ما اسُتخدم في هذه الحرب من أسلحة مدمرة قادت العالم إلي العصر النووي، ولأنها امتدت إلي أكثر بلاد العالم، وبالرغم من أن الحرب العالمية استمرت ست سنوات، فإن الحرب في الشرق الأقصى قد استمرت حوالي تسع سنوات، حينما بدأت حربًا محلية بين اليابانوالصين، عندما أقدمت اليابان على محاولة وضع الصين بكاملها تحت السيطرة الاقتصادية اليابانية. وقد ورفضت الصين أن تصبح بمحض إرادتها بمثابة مستعمرة يابانية، لذلك اندلعت الحرب بين الصينواليابان في 7 يوليو 1937، ولقد ذكرت اليابان في ذلك بأن أرواح اليابانيين تتعرض للخطر، كما عمدت اليابان إلي توجيه ضربة قوية إلي الصين قبل أن تستكمل الصين استعداداتها العسكرية؛ وبالفعل استولت الجيوش اليابانية على بكين فى 18 يوليو 1937، وعلى شنغهاى ونانجنغ فى 1938. لقد وقفت الولاياتالمتحدة عقبة في سبيل التوسع الياباني وخاصة تجاه الصين، فقد كانت تريد اليابان في عامى 1940،1941 أن تنهى حربها مع الصين بنجاح ولكن أدركت اليابان أن مفتاح ذلك في يد الولاياتالمتحدة لأنها كانت تقدم المساعدات المادية والمعنوية للصين بزعامة تشانغ كاي شيك، ومن ثم شعر اليابانيون أنهم لكى يحققوا أهدافهم في التوسع لابد لهم من القيام بعقد اتفاق مع الولاياتالمتحدة، وبالفعل دارت مفاوضات طويلة في ربيع 1941، لتحقيق هذا التقارب اشترك فيها الادميرال الياباني نومورا سفير اليابان في الولاياتالمتحدة وكوردل هل وزير الخارجية الأمريكية. وامتدت المحادثات حتى شهر يوليو 1941، ولم تسفر هذه المحادثات عن شئ، وقد تركز الخلاف في إصرار الولاياتالمتحدة على انسحاب اليابان من الصين. وفي 2 يوليو 1941، تم عقد مؤتمر إمبراطوري قررت فيه الحكومة اليابانية تنفيذ خططها بشأن الهندالصينية حتى ولو كانت نتيجة ذلك اندلاع الحرب بينها وبين كل من انجلتراوالولاياتالمتحدة. لقد أرادت اليابان العمل على تحييد الموقف، فقامت بتقديم مقترحات جديدة للولايات المتحدةالامريكية في 6 أغسطس 1941 تتعهد فيها بعدم التوسع في الهندالصينية عندما تفرغ من حربها مع الصين، وفي المقابل طلبت اليابان أن توقف الولاياتالمتحدة استعداداتها العسكرية في منطقة الشرق الأقصى، وأن تعترف بوضع اليابان في الهندالصينية وأن تمارس الضغط السياسي على تشيانج كاي شيك من أجل إنهاء الحرب اليابانيةالصينية. وفي 8 أغسطس 1941، أعلنت الولاياتالمتحدة رفضها لتلك المقترحات، وفي 6 سبتمبر 1941 تم عقد مؤتمر إمبراطوري وتقرر أن تستعد اليابان لدخول الحرب إذا لم تظهر أي بادرة نجاح في المفاوضات، وانتهت المفاوضات بالفعل على أن اليابان تستعد للحرب، وبالتالي وصلت اليابان إلي نقطة الصدام في حرب فعلية. لقد ظلت اليابان تسعى جاهدة للخلاص من حربها مع الصين، وحدث خلاف داخلي بين دعاة الحرب والتفاوض في اليابان مع الولاياتالمتحدة، واستقر الرأي على بدء الاستعدادات للدخول في الحرب، وفي 7 ديسمبر 1941، قامت اليابان بضرب بيرل هاربور، وقد نجح الأسطول الياباني بتحطيم الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور مستخدمًا عنصر المفاجأة في عملياته، ومن ثم تمكن الأسطول الياباني من تدمير المدرعتين الإنجليزيتين "أمير ويلز" و "ريبلس" في 10 ديسمبر 1941 بالقرب من ماليزيا، والاستيلاء على هونغ كونغ وعلى الجزيرتين الأمريكتين في "غوام"، ثم استولت على سنغافورة في 15 فبراير 1942. ومع حلول عام 1944 كانت اليابان تدرك حجم تفاقم الوضع العسكري وكانت تسعى إلي إبرام هدنة، وفي 22 يوليو 1944 تمكنت من إجبار الجنرال هيديكي توجو على التنازل عن رئاسة مجلس الوزراء، ودعا الإمبراطور هيروهيتو إلي عقد مجلس أعلى للحرب للنظر في وقف القتال وطلب وساطة الإتحاد السوفيتي، ولكن أعلنت الولاياتالمتحدة على عدم التنازل عن التسليم غير المشروط لكل من اليابان وألمانيا، ثم أكدت ذلك في اعلان بوتسدام في 26 يوليو 1945 الذى حدد التسليم غير المشروط. وهكذا اقتربت الحرب العالمية الثانية من نهايتها، ولكن الولاياتالمتحدة ألقت قنبلتين ذريتين على كل من هيروشيما ونجازاكى في 6، 9 أغسطس 1945، وفقدت اليابان ما يقرب من 200,000 نفس بشرية ودخل العالم إلي عصر جديد وهو العصر النووي. إن من أهم التطورات التي طرأت على الشرق الأقصى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية هو زوال النفوذ الياباني الذي أستمر طوال فترة الحرب العالمية الثانية، وعلى أثر استسلام اليابان في 14 أغسطس 1945، استعاد الاستعمار الغربي نفوذه في هذه المنطقة لدرجة أن اليابان أصبحت منطقة نفوذ أمريكي، وعلى الجانب الأخر فإن الصين والتي اعتبرت وقتها من الدول الكبري، كانت مسرحًا للصراع الدولي الذى تجلى بالحرب الأهلية التى مثل طرفيها: الحكومة الوطنية برئاسة تشان- كي- شيك، تدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية، والحزب الشيوعي برئاسة ماوتسي تونغ ويدعمه الاتحاد السوفيتي.