علم "صدى البلد" من مصادر خاصة أن أحد أسباب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر تتمثل إلى إجراء تنسيق مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول سبل مكافحة الإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا. وقالت المصادر إن السيسي قدم الشكر لبوتفليقه على دور الجزائر في عودة مصر إلى الاتحاد الإفريقي، عقب تجميد عضويتها عقب ثورة 30 يونيو. وعقد السيسي جلسة مباحثات ثنائية اليوم مع بوتفليقة، في إطار الزيارة الرسمية التي أجراها سيادته إلى الجزائر. وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن تلك الزيارة تمثل نقلة نوعية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتدشن لعلاقات استراتيجية مستقرة بين مصر والجزائر. وأوضح أن الرئيس حرص خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تقديم التهنئة للرئيس الجزائري على فوزه بالانتخابات الرئاسية، مثنيا على الدور والمسيرة الوطنية التي قدمها بوتفليقة للجزائر وشعبها، معرباً عن تقديره للجهود والمساندة الجزائرية لعودة مصر للمشاركة في أنشطة الاتحاد الأفريقي. وأضاف أن المباحثات بين الزعيمين تطرقت إلى مختلف جوانب العلاقات الثنائية، حيث تضمنت بحث عدد من الملفات الاستراتيجية، فضلا عن استعراض العلاقات السياسية والاقتصادية بهدف تعزيزها وتنميتها، وذلك في ضوء العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين المصري والجزائري. وأوضح أن الرئيس عبر خلال اللقاء عن تطلع مصر للإسهام من خلال شركاتها المختلفة والقطاع الخاص المصري في الخطة التنموية الخمسية الطموح للجزائر، ووجود رغبة مصرية حقيقية في أن تعود الاستثمارات المصرية في الجزائر لسابق عهدها كأكبر استثمار خارجي لمصر على مستوى العالم. ومن جانبه، أعرب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن ترحيبه بالرئيس، معبراً عن حرصه على تعزيز وتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها من خلال علاقات استراتيجية إلى آفاق أرحب، وبما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وأشار بدوي إلى أن لقاء القمة تطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية، حيث تم استعراض تطورات القضية الفلسطينية، فضلا عن الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق. كما تم أيضاً استعراض عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التنسيق والتشاور ارتباطا بالشأن الأفريقي، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. وكان الرئيس قد وصل إلى الجزائر صباح اليوم، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، و عبد المالك سلال الوزير الأول (رئيس مجلس الوزراء) وأعضاء الحكومة الجزائرية. وعقب مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف، توجه الرئيس – يرافقه عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري – إلى مقر إقامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في زرالدة.