جريمة فعل فاضح على مرأى ومسمع من الجميع فى ميدان التحرير ، جريمة أخترقت حاجز الخصوصية وانتهكت الأعراض ، انها جريمةكلاب مسعورة ، ذئاب جائعة تستبيح لنفسها ما حرمه الشرع والقانون . و تعد انتهاكاً صارخاً لحرمة الجسد الذى كفلته الأديان السماوية ، والدستور ، القانون والمواثيق الدولية. لقد وقفت مصر على اطراف أصابعها نتيجة هذه الحادثة ، الذى يمثل حادثاً مأساوى مروع ومخيب لنا كمصريين نتيجة فقدنا للنخوة والشهامة والرجولة ، لأن هذه الحادثة تمثل حلقة فى سلسلة الأنفلات الأخلاقى الذى طال المجتمع بأسره نتيجة غياب مؤسسات الدولة المختلفة عن الأضطلاع بدورها فى نشر الاخلاق والتربية وكافة القيم النبيلة التى كان تميز مصر خلال السنوات الماضية . نعلم جميعاً آننا أصبنا بخيبة أمل نتيجة هذا الحادث وغيره من الحوادث الأخرى ، وذلك تجاه ما وصل اليه حال المجتمع المصرى من خراب ودمار لحقت بمنظومته القيمية والاخلاقية ، أصبح الأنفلات الأخلاقى ضارباً بجذوره داخل المجتمعات المصرية، اذا كان هذا الحادث قد فتح الجراح المسكوت عنها داخل المجتمع من الظواهر السلبية الد خيلة عليه ، ومما يحزن أن ظاهرة التحرش زادت خلال السنوات العشر بصورة كبيرة ، وأصبحت مصر للأسف تحتل مركزاً متقدماًبين دول العالم فى تلك الظاهرة ، وان ما يتم الابلاغ عنه يمثل نسبة بسيطة عما يحدث يومياً فى مصر تحت سمع وبصر المجتمع . واذا أردنا أن نتخلص من تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر الغير أخلاقية التى لاتمثل مجتمعنا الحقيقى فإنة يجب على مؤسسات الدولة أن تقوم بدورها المنوط به عملها ، وأن تواجه المشكلات بمنطق الجراح ويأتى فى المقدمة منهم المؤسسة التعليمية ،الدينية ،الاعلام وقبل هؤلاء يأتى دور للأسرة التى أهملت القيام بدورها فى تربية أبنائها ، أضافة الى ذلك أن العديد من القيادات الادارية شاخت فى أماكنها وبلغت من العمر أرزل وأصبحت لاتقدم رؤية لحل المشكلات التى تواجه المجتمع ، إننا نحتاج الى أفكار غير تقليدية لحل المشكلات ( التفكير خارج الصندوق ). ودائماً ما نواجه الازمات التى تحدث فى المجتمع بتشكيل لجنة ، صيحات صوتها عالى وسرعان ماتنخفض رويداً رويداً ، ثم تتلاشى ولايتم علاج المشكلة فى الغالب الأعم ،واذا تم العلاج فإننا نعالج العرض ولا نعالج المرض و تبقى المشكلة كما هى . ألم يأن الأوان لأن نواجه أزماتنا ومشاكلنا بكل صدق وجدية ،وأن هذد الحادثة تمثل جرس أنذارللمجتمع بأثره على ما يواجهه من ظواهرغير اخلاقية علينا أن نتعامل معها بكل جدية وصدق حتى تعود مصر الى قيمها وأخلاقها التى تميزت عبر العصور المختلفة بين الأمم.