شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية متوقعة منذ وقت طويل في منطقة وزيرستان الشمالية المضطربة اليوم الأحد بعد أسبوع من هجوم دام لمسلحين متشددين على واحد من أهم مطارات البلاد. ويتحصن مقاتلو طالبان ومقاتلون أوزبك في وزيرستان الشمالية التي تضم بعضا من أخطر قادة المتشددين وتنظيم القاعدة في باكستان. وأعلن كل من مسلحي طالبان والأوزبك المسؤولية عن الهجوم الجريء على مطار كراتشي الأحد الماضي. واستمر ذلك الهجوم طوال الليل ودمر بصورة شبه كاملة احتمالات نجاح محادثات السلام مع المتشددين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بالحكومة الباكستانية وفرض حكم متشدد قائم على الشريعة في البلاد المسلحة نوويا. وقال الجيش في بيان "كلفت قواتنا المسلحة الشجاعة بالقضاء على هذه العناصر الإرهابية.. بصرف النظر عن الشكل واللون.. إلى جانب (القضاء على) ملاذاتهم." وأضاف "بدعم من الأمة بأسرها.. وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة الأخرى وأجهزة إنفاذ القانون.. سنستأصل شأفة هؤلاء الأعداء من البلاد." ولم يتضح على الفور أين تجرى العملية بالضبط في وزيرستان الشمالية وهي منطقة جبلية يقطنها سكان من عرق البشتون وتحد أفغانستان. ولطالما عارض رئيس الوزراء نواز شريف العمل العسكري المباشر مشددا على الحاجة إلى إحضار طالبان إلى مائدة المفاوضات. وقرار إرسال القوات معناه أن الجيش القوي أصبح له القول الفصل في باكستان مرة أخرى. ولجأ الجيش إلى شن ضربات جوية من حين لآخر ضد مواقع المتشددين ولكنه لم يخض مواجهة على الأرض. وقالت وزارة الدفاع في بيان "حاولنا كحكومة بأقصى جهدنا أن نحل هذه الأزمة بالحوار.. وغضبنا من الهجمات على الباكستانيين الأبرياء والأضرار التي ألحقت بأصولنا الوطنية... هذه العملية مستمرة حتى استسلام العدو أو القضاء عليه." وخوفا من وقوع المزيد من أعمال العنف فرت أسر من وزيرستان الشمالية إلى أجزاء أخرى من باكستان مع استحكام أجواء الخوف في المنطقة الجبلية الخارجة عن سيادة القانون. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك خسائر بشرية بين المدنيين. وقيدت حركة الصحفيين في المنطقة التي يقطنها البشتون حيث فرض الجيش حظرا للتجوال. ويكاد يكون من المستحيل التحقق من الروايات الرسمية أو روايات المتشددين المسلحين. وقالت مصادر عسكرية لرويترز إن باكستان أرسلت 40 ألف جندي إلى المنطقة للمشاركة في العملية مما زاد عدد القوات المشاركة إلى 80 ألفا. وأغلقت الحدود مع أفغانستان. وقال مسؤول عسكري "تم نقل نحو 40 ألف جندي إضافي إلى وزيرستان الشمالية للعملية تدعمهم المدفعية وطائرات الهليكوبتر.. أغلقت الحدود مع أفغانستان بآلاف من الجنود لمنع المتشددين من الفرار إلى أفغانستان." وتخشى السلطات الباكستانية أن يحاول المتشددون التسلل عبر الحدود الوعرة وأن يفروا مع المدنيين إلى أفغانستان المجاورة مما سيجعل من العسير قتلهم أو أسرهم.