أثارت تصريحات الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، في كلمته بالبرلمان بجلسة الأمس التي حضرها رئيس الوزراء للرد على استفسار النواب إزاء الأزمات الحالية، بأن المجلس يتضامن مع الحكومة في جميع القرارات الصعبة التي تتخذها، حالة من الغضب بين عدد من النواب وبعض السياسيين؛ نتيجة لفشل الحكومة في حل الازمات الاقتصادية وهو ما كان يقتضي سحب البرلمان الثقة من الحكومة خلال جلسة استدعاء الحكومة أمس. فيما قاطع عدد من النواب المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أثناء كلمته بالأمس، رفضًا للسياسة التي تتبعها الحكومة، مطالبين بسحب الثقة من الحكومة، من بينهم النائب خالد هلال، الذي قال: مجلس النواب هو السبب فيما وصلت إليه الحكومة؛ لأنه وافق من البداية على تجديد الثقة فيها وعلى بيانها الذي قدمته، مطالبًا النواب بسحب الثقة من الحكومة وعلى رأسها وزراء الزراعة والصحة والتنمية المحلية، وقال النائب محمد محمود، عضو تكتل «25/ 30»: «مصر وصلت لمرحلة الجوع، ومهمة النائب الآن توزيع أنبوبة الغاز والسكر والزيت، وبسبب الأداء الحكومي الفاشل، نسى دوره في الرقابة والتشريع والمتابعة، والشعب أصبح جاهزًا للانفجار». وقال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: عدم اتخاذ مجلس النواب قرارًا بسحب الثقة من الحكومة بعد الكوارث الاقتصادية المتواصلة يؤكد أن المجلس يمثل السلطة التنفيذية ولا ينحاز للمواطن، في ظل معاناته من ارتفاع الأسعار وعدم توفير سلع استراتيجية تمس حياته، لافتًا إلى أن المجلس يعيش حالة غيبوبة وعدم وعي باستثناء بعض النواب. وأضاف: رئيس المجلس الذي يفترض فيه أنه رقيب على الحكومة اتضح اتفاقه معها فيما تتخذه من قرارات تضر اقتصاد مصر، وتجر البلاد إلى طريق مجهول، وتابع: أقل ما كان يجب أن يقوم به المجلس سحب الثقة من الحكومة؛ لكثرة الأزمات وعدم قدرتها على التفاعل مع معها، وكانت آخرها سيولالمحافظات، لافتًا إلى أن الحكومة والنواب تركوا المواطن «يغرق في البحر» وهو ما نتوقع معه أن يكون هناك رد فعل مفاجىء من الشعب. كان مجلس النواب قد استدعى بالأمس المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، إلى مقر المجلس بشكل فوري للرد على أسئلة واستفسارات النواب حول ارتفاع الأسعار وغيرها من الأزمات التي تشهدها البلاد..