أطلقت حركة أنصار الله اليمنية صاروخين على سفينة حربية أمريكية منذ أربعة أيام، كانتقام بسيط من واشنطن، التي ردت الضربة لهم، ومثلت الغارات بالنسبة للكثيريين في اليمن، أول دليل شعبي على ما يعتقدونه منذ فترة طويلة، أن الولاياتالمتحدة هي اليد الخفية وراء الضربات الجوية السعودية على بلادهم. بالنسبة لإدارة أوباما، سلطت الضربات الصاروخية الضوء على مخاطر الموازنة الاستراتيجية التي حاولت السعي لها في اليمن منذ بداية الحرب قبل نحو عامين، لم تنضم الولاياتالمتحدة رسميا للتحالف الذي تقوده السعودية لدعم حكومة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور، لكنها تمول التحالف بالأسلحة التي تستخدم ضد اليمنيين، بالإضافة إلى تدريبها الطياريين السعوديين وتوفير المعلومات الاستخباراتية للتحالف. قصف اليمن بالإضافة إلى وفاة الآلاف من المدنيين، يؤجج الغضب في اليمن ليس فقط تجاه السعوديين، لكن أيضا تجاه واشنطن، والهجوم هذا الأسبوع على "ماسون" المدمرة البحرية الأمريكية، ورد وزارة الدفاع، يظهر كيف يمكن للولايات المتحدة الذهاب سريعا من كونها لاعب داعم غير سهل إلى مشارك نشط في الحرب الأهلية الفوضوية. مع بدء الحملة السعودية في اليمن، أعطت إدارة أوباما دعما فوريا للحملة، رغم شكوك بأن هذا التحالف سيكون قادرا على هزيمة أنصار الله وطردهم من صنعاء، لكن الموافقة عليه كانت جزءا من إرضاء السعودية غير الموافقة على الاتفاق النووي الأمريكي مع إيران. جاء هذا الدعم في إطار المزيد من التدقيق وسط تقارير تشير إلى أن قوات التحالف تضرب الأسواق والمناطق المدنية والحفلات والأماكن الطبية والسكنية، حيث استهدف التحالف يوم السبت الماضي، عزاء في صنعاء راح ضحيته أكثر من 100 شخص. وفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 4 آلاف مدني قتلوا منذ بدء عمليات قصف التحالف، ورغم أن إدارة أوباما تقدم دعما مكثفا للتحالف العسكري، إلا أنها ليست طرفا في النزاع، وهو الموقف الذي يعد أكثر هزلية لدى كثير من اليمنيين. ومن جانبه، يقول السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت وأحد منتقدي الحرب ومعارض للتسليح الأمريكي للسعودية، كريستوفر ميرفي: "في اليمن، يرى العديد أن هذا القصف أمريكي"، مشددا على أنه يجب على الولاياتالمتحدة استخدام نفوذها للضغط على السعوديين، والتهديد بالتراجع عن دعمهم، لمحاولة كبح جماح الانتقادات التي تتعرض لها هذه الحملة، مضيفا أنه على السعوديين معرفة أنهم غير قادرين على تنفيذ حملة عسكرية دون دعم الولاياتالمتحدة. نيويورك تايمز