«أحلام ماتت».. جملة قالها بحسرة وأسى عادل سيد، أحد أقاربها، بعد رحلة معاناة مع المستشفيات؛ نتيجة بطء وسوء التشخيص، ونقص الأدوية، وقلة الأسرّة. بدأت قصة أحلام التي تبلغ من العمر 6 أشهر، بتداول مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يوضح قيام أمن مستشفى 57357 بطرد والد ووالدة الطفلة ومنعهما من دخول ابنتهما لتلقي العلاج بحجة أن المستشفى مخصص لعلاج السرطان والطفلة لا تعاني من مرض السرطان من الأساس. روى أحد أقارب أحلام ل«البديل» معاناة الطفلة ووالديها مع المستشفيات قائلا: «القصة بدأت بظهور بقع داكنة على جلد الطفلة، ما دعا والديها إلى إجراء تحاليل لها، واتضح أنها تعاني مخاطر صحية بكرات الدم البيضاء والصفائح الدموية، وأثبتت التحاليل أنها تعاني من خلل فى نسبة الهيموجلوبين، التي سجلت 6، والصفائح الدموية 21». وأضاف: «توجه والدا أحلام إلى مستشفى أطفال مصر، وبالفعل تم حجزها لمدة 10 أيام، وطلبت الدكتورة نجلاء شاهين، رئيس قسم أمراض الدم بالمستشفى، عمل بذل نخاع شوكي للطفلة بمعهد ناصر للأورام، وبالفعل بدأت حالة الطفلة الاستقرار، وخرجت من المستشفى». وتابع: «انتكست حالة أحلام؛ بظهور ورم خلف الأذن، وبعد أن عجزت الكثير من المستشفيات في تشخيص الحالة، توجه والديها إلى معهد ناصر، لكن إدارة المعهد رفضت استقبالها؛ بحجة أنهم لا يستقبلون حالات أطفال أقل من سن سنة، ليتوجه والدها إلى مستشفى 57357، لكن الأمن رفض استقبالها، تحت مبرر أنها لا تعاني من مرض السرطان، مهددين بإبلاغ الشرطة». واستطرد: «توجه أهل الطفلة أحلام إلى مستشفى أبو الريش، وبالفعل تم استقبالها لمدة 20 يوما بدون تلقي أي علاج أو أدوية مناسبة، ولم يتم تشخيص حالتها من الأساس، وتم أخذ عينة من الورم خلف أذنها ورقبتها؛ للوقوف على الحالة، لكنها توفيت قبل إعلان النتيجة». وجاء رد الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى 57357، بأن الطفلة أحلام لا تعاني من السرطان، وأن المستشفى ليس بها أي محسوبيات لاستقبال الأطفال، وفي نهاية الأمر، صعدت روح أحلام إلى خالقها، تحمل دموع والديها، وتاركة رسالة لجميع المسؤولين بأن ينظروا نظرة عطف على أطفال أبرياء ينتظروا عزرائيل يوميًا على أبواب المستشفيات بسبب نقص الأدوية وقلة الأسرّة بالمستشفيات والإهمال الحكومي وسوء التشخيص أو بطئه. وقال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن الأمر يستدعي التحقيق العاجل، مؤكدًا أن ما حدث انتهاك لحقوق المرضى في تلقي الرعاية الصحية، خاصة إذا كان المكان المختار للعلاج يتم تمويله من الشعب.