نقص الإمكانيات في المستشفيات خطر يهدد حياة المرضي .. وباء قد يقضي علي المنظومة الصحية في مصر ، نقص شديد في الأدوية ، عجز كبير في عدد الاطباء وأطقم التمريض ، المواطنون يبحثون عن اجهزة الغسيل الكلوي ولا يجدون ، اجهزة التحاليل غير موجودة ، الحضانات غير كافية ، بنوك الدم « خالية من أكياس الدم» .. اسرة الرعاية غير متوافرة تماما ، وطبقا لاحصائيات وزارة الصحة فإن اجمالي اسرة الرعاية المركزة في مصر 10 ألاف سرير، بمعدل سرير لكل 8500 مواطن، وتبلغ حصة وزارة الصحة 3250 سريرا، والباقي موزع بين المستشفيات الجامعية والخاصة..هذا هو الحال المتردي الذي وصلت إليه المستشفيات في مختلف محافظات مصر .. «الأخبار» قامت بجولة رصدت خلالها النقص الشديد في الامكانيات التي تعاني منه المستشفيات العامة .. البداية كانت من معهد الاورام القومي الذي يعد المستشفي الثاني لعلاج اورام السرطان في القاهرة ففي اللحظة الأولي التي تضع فيها قدميك داخل المعهد و تقوم بقطع تذكرة من اجل توقيع الكشف الطبي يقوم الدكتور بتحويلك الي قسم الطوارئ لتوقيع الكشف الطبي عليك واجراء بعض التحاليل تمهيدا لرفضه أو دخول المريض للمعهد .. انتقلنا الي قسم الاطفال الذي يعالج أورام السرطان فمبجرد صعودك الي الدور الثاني لتتخذ الاتجاه الايمن للوصول تجد اطفالا ملقاة علي الارض في مشهد غير آدمي يعكس اهدار كرامة ملائكة الرحمة الذين يتألمون من المرض والاهمال . اقتربنا من احد الاطفال الذي يقوم بتناول الادوية في «الطرقة» فتوجهت بالسؤال لوالده لماذا يتناول ابنك الدواء في «الطرقة «فقال سيد مصطفي الدياسطي انه جاء لعلاج ابنه من أورام السرطان و ذهب الي مستشفي 57357 فلم يجد أي اسرة هناك فقاموا بتحويله إلي معهد الاورام القومي وعندما جاء ودخل لعمل التحاليل واخذ بعض الادوية قالوا له انه لا يوجد سرير هنا لكي يتناول الطفل عليه بعض الصفائح الدموية مضيفا انه نظرا لحالة ابنه الصحية قرر ان يتناول الدواء في «الطرقة « لكي ينقذة من الموت . ويؤكد سيد إنه ذهب إلي بنك الدم الخاص بالمعهد لكي يأخذ منه 6 صفائح دموية لعلاج ابنه فقالوا له «الأجهزة عطلانة روح دور برة علي دم» مشيرا انه طلب ان يتبرع فقالوا له «انت مبتفهمش مفيش هنا تبرع الاجهزة عطلانة بقالها شهر» مضيفا انهم قاموا بتحويلي بجواب الي مستشفي الدكتور محمد الشبراويشي لاخذ الصفائح من هناك وعلي الفور توجه إلي الدقي وانتظر لمدة ساعة حتي اصبحت الساعة السادسة ونصف مساء حتي استلم الصفائح و عاد ليأخذها ابنه علي الارض فلم يعد يجد أي سرير أو كرسي يتناول عليه الدواء.