تشهد بحيرة الصيادين بالإسماعيلية حالة من الإهمال الشديد بعدما تراكمت عليها القمامة والفضلات التي امتزجت مع مياه الصرف الصحي لبعض المباني القريبة، مما أثر على الثروة السمكية بالبحيرة، وترتب عليه تراجع دخل الصيادين، خاصة بعد منعهم من الاقتراب من المجرى الملاحي والصيد فيه لأشهر تحت مسمى الدواعي الأمنية، بجانب تلف معدات الصيد من شباك وخلافة نتيجة تعلق المواد الصلبة التي تلقى بالبحيرة وسط غياب تام من الرقابة. وتقع بحيرة الصيادين بعزبة البهتيمي بمحافظة الإسماعيلية على بعد 3 كيلو مترات تقريبًا فى الجهة المقابلة لقناة السويس وطولها 2 كيلو متر وعليها ممشي بنفس طول البحيرة وبعرض 25 مترًا يستخدم كمتنزه للفقراء والذي لم يعد يصلح لذلك الغرض أيضًا. يقول إبراهيم عبد الله، صياد من عزبة البهتيمي: تم منعنا من الصيد لعدة أشهر بسبب الدواعي الأمنية، وعندما عدنا إلى الصيد مرة أخرى هجرت الأسماك البحيرة، بسبب الإهمال الذي تشهده، وزاد الأمر بامتلاء شباكهم بالقاذورات والمخلفات بدلًا من الأسماك، مما يتسبب في تدمير معداتهم البسيطة وهم يبحثون عن رزقهم من الأسماك، بالإضافة إلى الصرف الصحي وبعض المصارف غير القانونية التي تلقي مخلفاتها بالبحيرة، مما أدى إلى هجرة الأسماك البحيرة، وغير مسموح لنا بالاقتراب من القناة والصيد في المنطقة المفتوحة، وهناك تنبيهات شديدة على ذلك مما يؤثر على رزقنا. وتابع أن بحيرة الصيادين تحولت خلال السنوات الماضية من مكان للصيد إلى منتجع سياحي، خاصة بعد إنشاء الكورنيش الجديد الذي أصبح مكانًا مريحًا للبسطاء من أهل الإسماعيلية، الذين لا يستطيعون تدبير ثمن تذكرة دخول ناد أو أحد الشواطئ الموجودة على الطريق، بعدما كانت عبارة عن نصبة شاي وبائع متجول «لأم الخلول» وآخرين للفل والورد والمناديل ومجموعة من المقاعد الأسمنتية، وهو ما زاد حجم المخلفات مع حجم المرتادين عليها، ومع اختفاءعمليات النظافة وإزالة المخالفات تحولت إلى جبال من القاذورات تساهل معها العمال فألقوها بالبحيرة حتى يظل الممشى نظيفًا، وهو ما سبب الكارثة وامتلأت البحيرة بالقمامة. فيما تقول عزة حماد، أحد أبناء مدينة الإسماعيلية: إن كورنيش البحيرة يمتلئ يوميًّا بالمواطنين بعد أن أصبح متنفسًا مجانيًّا للجميع، وهناك الكثير منهم قادم من محافظات قريبة بخلاف أبناء الإسماعيلية، وسط غياب تام لأي رقابة سواء شرطية أو من الحي، مطالبة بالمزيد من الاهتمام لكثرة المترددين عليه للحفاظ على المواطنين وعلى المكان. وأكدت أنها تشاهد القمامة وهي تغطى البحيرة، وهو مظهر غير مقبول ويسيء إلى المكان، كما أكدت أن سلات القمامة ممتلئة عن آخرها ولم يفرغها أحد إلى أن تكدست القمامة إلى جانبها حتى على شاطئ البحيرة. فيما قال المهندس محمد الصافي، نائب رئيس حي أول الذى يتبعه الشاطئ: هناك حملات نظافة تتم بشكل يومي، مبررًا كثرة القمامة بأنها نتيجة لكثرة المترددين على الشاطئ، وتابع أن هناك أمنًا موجودًا بالشاطئ عبارة عن دوريات من أمناء الشرطة السريين؛ للحفاظ على أمن الشاطئ، مطالبًا المواطنين بالتعاون للحفاظ على الشاطئ وعدم إتلاف الكراسي الرخامية أو حفر أرضية المكان وتخريبها وكذلك عدم إلقاء المخلفات في البحيرة أو على الأرض وإلقائها بالصناديق والأماكن المخصصة لها. من جانبه أكد اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، أنه سيجتمع مع مندوب صندوق تطوير العشوائيات والمكتب الاستشاري الهندسي وممثلي تجار وباعة الأسماك ومديري الإسكان والتخطيط العمراني ووحدة تطوير العشوائيات وجهاز شؤون البيئة؛ لبحث ومناقشة مشكلات البحيرة، ووضع آليات وبرنامج زمني للتنفيذ، مؤكدًا تنفيذ المشروع القومي لنقل مصرف المحسمة إلى شرق قناة السويس عبر سحارة ترعة سرابيوم، والاستفادة من كميات مياه الصرف التي كانت تصب في بحيرتي التمساح والصيادين بمدينة الإسماعيلية، بكميات تتراوح ما بين مليون و250 ألف م3 بصفة يومية والاستفادة من المياه بعد معالجتها في إضافة مساحات جديدة إلى الرقعة الزراعية بسيناء تتراوح ما بين 30 إلى 40 ألف فدان، تبلغ التكلفة التقديرية للمشروع 620 مليون جنيه وتشمل تعديل مسار المصرف حتي سحارة ترعة سرابيوم بتكلفة نحو 400 مليون جنيه، وإقامة محطة معالجة ثلاثية للمياه بتكلفة نحو 220 مليون جنيه، حيث بدأت هيئة التعمير بصورة فعلية في تنفيذ المحطة.