لجأ أهالي محافظة شمال سيناء إلى حفر الآبار بالمنازل؛ بعد انقطاع المياه عن معظم مدن وقرى المحافظة لفترات تجاوزت الشهور في بعض المناطق، وفشلهم في إيصال المياه إلى منازلهم عن طريق سيارات الفناطيس بسبب الأوضاع الأمنية، فيما يتوجه الفقراء منهم لآبار "السبيل" لتلبية احتياجاتهم من مياه الشرب. وأعرب الأهالي عن استيائهم الشديد بسبب انقطاع المياه لعدة أيام في بعض المناطق وشهور في مناطق أخرى، وسأموا من تسويف المسؤولين ووعودهم التي لا تتحقق، كما أنهم محرومون من نقل المياه بسيارات الفناطيس في معظم شوارع المحافظة، خاصة في مناطق رفح والشيخ زويد نظرا للأوضاع الأمنية، ليضطر بعضهم من الميسورين إلى حفر الآبار. وقال أحمد سعيد، أحد سكان منطقة مدينة العريش، إن المياه انقطعت عن المنطقة من قبل عيد الأضحى، وتسببت في أزمة أثناء ذبح الأضاحي التي تحتاج مياه كثيرة، مضيفا أن شركة المياه تتعمد قطع المياه عن المواطنين بسبب ضعف ضخ المياه الواصلة إلى الخزان الرئيسي بالمدينة، وأنهم بدأوا في حفر آبار مياه، في ظل ظروف بالغة الصعوبة يعيشونها للحصول على قطرة مياه. وأوضح سالم عليش، أحد أهالي الشيخ زويد، أنهم ما زالوا يعانون من مشكلة وصول فناطيس المياه إليهم، والتي سجلت أسعارها أرقاما تجاوزت 500 جنيه حمولة فنطاس واحد، مؤكدا أن شبكات المياه بالقرى كافة، لا تعمل، وأنهم يعتمدون على آبار جوفية؛ حيث يستخرجون منها مياه مالحة للغسيل، كعلاج مؤقت. وأضاف عليش ل"البديل" أن بعض الأهالي البسطاء لا يستطيعون تحمل تكلفة حفر الآبار داخل منازلهم، خاصة أنها تتجاوز 15 ألف جنيه، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها أهل سيناء، ويضطرون لشراء المياه الصالحة للشرب فى جراكن ونقلها لمسافات بعيدة، مطالبا المسؤولين بسرعة وضع حلول للمشكلة. من جانبه، قال المهندس ياسر سليمان العماري، مسؤول المتابعة في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي في شمال سيناء، إن المحافظة تعاني من أزمات مياه في بعض المناطق بسبب تصرفات بعض الأهالي من ناحية وضعف شبكات الكهرباء من ناحية أخري، مضيفا أن الأسابيع الماضية شهدت مشكلة في تدفق المياه من المحطة الرئيسية في منطقة القنطرة شرق بسبب عطل يسمي المطرقة المائية، وهذا العطل لا يتم التدخل المباشر فيه إلا بإحضار شركة الصيانة المسؤولة عن المحطة؛ لأن المطرقة المائية عبارة عن مجسات وأجهزة حساسة إذا تم التعامل معها بشكل خاطئ قد يؤدي إلي انفجار المحطة بالكامل. وعن طريقة تدفق المياه إلي مدن محافظة شمال سيناء، أوضح العماري أن هناك خطين رئيسيين يخرجان من محطة المياه من القنطرة، الأول خط700 ملي يصل حتي مدينة بئر العبد، والآخر خط 1000 ملي يصل حتي محطة التلول المغذية لمدينة العريش، فضلا عن وجود خطوط فرعية أخري وهي خط ال300 ملي حتي قرية الأحرار التابعة لمدينة بئر العبد، وخط400 ملي حتي قرية نجيلة التابعة لنفس المدينة. وأكد أن مدينة العريش العاصمة تصل لها يوميا من40 إلي45 ألف متر من المياه, ويوجد بها مناطق تصل إليها المياه بصعوبة بسبب تعديات الأهالي علي خطوط المياه الواصلة بين خزانات الأحياء، خاصة مناطق شرق وادي العريش التي تضم زراعات الزيتون التي يوجد بها تعديات كبيرة من قبل المزارعين علي الخط ال800 ملي الواصل بين محطة الصفا للرفع وخزان منطقة الريسة الرئيسي، ما اضطر شركة المياه لضخ المياه في خط ال600 الواصل بين خزان أسيوط وخزان الريسة لتدارك أزمة شح المياه في تلك المناطق. وأعلنت محافظة شمال سيناء، في بيان لها اليوم، أن اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، زار محطة المياه بالقنطرة شرق للوقوف على أسباب نقض وانقطاع المياه، مؤكدا أن السبب الرئيسي في انقطاع المياه عن المحافظة وجود تسريب مياه بالخط الرئيسي"1000 مم" داخل المحطة، ما أدي إلى توقف طلمبة من الطلمبات الثلاث خوفًا من انفجار الخط الرئيسي والذي أدى إلى نقص كمية المياه الواصلة لمدينة العريش. وأوضح البيان أن المحافظة، تبذل جهودًا كبيرة حاليًا بالتنسيق مع الجهات المختلفة لسرعة إصلاح العطل وتوفر سيارات تنك لنقل المياه في المناطق التي يصعب ضخ المياه إليها في الوقت الحالي، وزيادة عدد سيارات نقل المياه للمواطنين؛ بإضافة 3 عربات جديدة لتغطية احتياجات المواطنين.