تزايدت شكاوى زوار منطقة قلعة قايتباي بالإسكندرية من سيطرة البلطجية على الممشى المؤدي لحرم القلعة والمنطقة المحيطة بها، ما يحرم المواطنين من التنزه والاستمتاع برؤية الأثر التاريخي والمنظر الجمالي للمنطقة. قال مصطفى رمضان: أنا من سكان منطقة العطارين، وكنت دائما أصطحب أسرتي أسبوعيا في نزهة صيفية مشيا على الأقدام حتى قلعة قايتباى ونسهر بها لوقت متأخر نظرا لجمال المنظر، ولكننا فقدنا الاستمتاع بهذه النزهة المجانية بسبب احتلال البلطجية لحرم القلعة وخاصة الممشى المطل على البحر، حيث يضعون كراسى وترابيزات ويجبرون المارة على الجلوس مقابل المشروبات، وإلا تم منعهم من الجلوس على سور الكورنيش، وكأن السور أصبح ملكية خاصة بهم. وقالت رميساء رضا: لم نعد نجد مكانا نجلس فيه بعد أن احتل البلطجية محيط القلعة وافترشوا المنطقة بالكامل بكراسيهم وأدواتهم التي يستخدمونها في إعداد المشروبات، بل وصل بهم الأمر إلى وضع زيوت وشحوم على سور الكورنيش حتى يضطر الزوار والمتنزهون للجوء إليهم. وقالت المهندسة حسنات رضا، صاحبة مشروع "كافتيريا" بمحيط القلعة، إنها تعاني مأساة ضخمة بعد أن استثمرت مبلغا كبيرا في مشروعها السياحي الفريد في موقعه ومساحته، ومع ذلك لا تستطيع استكمال منشأتها لأسباب غريبة، مؤكدة أنها تتعرض لحرب شرسة من قبل البعض، ومن قبل البلطجية الذين استولوا على منطقة القلعة في غيبة كاملة من المسؤولين، وما يترتب على ذلك من سرقات وابتزاز للمواطنين والزوار وهو ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن زيارة المنطقة وهجرة الوفود السياحية حتى تكاد الإسكندرية تزال من خارطة الحركة ومن برامج شركات السياحة. وأضافت أن مشروعها له رؤية حضارية للارتقاء بمستوى خدمة السياح ويرفع من شأن المحافظة ويضيف لشأنها السياحي فضلا عن قربة من قلعة قايتباي وهي أهم مزار سياحي، كما أنه يعتبر المكان الوحيد العام في شارع القلعة حيث إن جميع الخدمات في المنطقة تقدمها أندية بعضوية مثل الصيد واليخت والنادى اليونانى. وتتساءل المهندسة حسنات: لماذا يترك مسؤولو الحي والمحافظة وشرطة السياحة البلطجية يسيطرون على أجمل أماكن الإسكندرية في حين يحاربون المشاريع التى تدفع ضرائب وتسدد إيجارات للمحافظة ومقامة بصفة رسمية وشرعية؟ من جانبه، قال فرج شعبان، رئيس حى الجمرك، ل"البديل" إن مشكلة حرم قلعة قايتباى مشكلة قديمة ومعقدة وليست وليدة اليوم، وتفاقم الوضع بها بعد ثورة يناير، مشيرا إلى أنه تولى قيادة حى الجمرك منذ عدة أيام فقط، وستكون مشكلة حرم القلعة الأثرى أولى هتماماته. وأضاف شعبان، أن الحل الأمثل الذى توصل إليه هو إسناد مهمة تأمين حرم القلعة لشركة حراسة خاصة تمنع كل أشكال البلطجة فى المنطقة بالتنسيق مع مباحث الإسكندرية، مؤكدا أن نهاية الأسبوع المقبل سيتم الإعلان عن الشركة الخاصة بتأمين حرم القلعة. بينما رفض اللواء أحمد حجازي، رئيس هيئة تنشيط السياحة بالإسكندرية التعليق عن الانتهاكات التى تجري بحرم قلعة قايتباى الأثرى، متعللا بانشغاله بمتابعة فاعليات واحتفالات العيد القومى لمحافظة الإسكندرية.