قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مقاطعة اللجنة الرباعية الدولية، حيث قرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقف العمل مع الرباعية الدولية، التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، وذلك في أعقاب التقرير الذي أصدرته الرباعية قبل أيام وأثار انتقادات واسعة، وأبلغ عباس اللجنتين المركزيتين لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بقراره، وتم إبلاغ عدد من الدبلوماسيين الغربيين بالقرار خلال اجتماع مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات. وخلال مؤتمر صحفي في رام الله، أكد عريقات أن الجانب الفلسطيني سيواصل اتصالاته مع كل من روسيا والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وتجنب ذكر اللجنة الرباعية. إشكاليات «فتح» مع تقرير اللجنة الرباعية منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة فتح، التي مازالت تراهن على المسارات السياسية لحل مشكلاتها المزمنة مع الكيان الصهيوني، تلقت نكسة سياسية أخرى تضاف إلى نكساتها المتلاحقة في تاريخ تفاوضها السياسي مع تل أبيب، حيث اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في وقت سابق أن تقرير اللجنة الرباعية يشكل خروجًا فاضحًا عن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة ومبادرة السلام العربية. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن الجانب الفلسطيني توقع تقريرًا يؤدي إلى تطبيق الشرعية الدولية والمبادرة العربية. واعتبر أن الحل الوحيد لاستقرار المنطقة والعالم يمر عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وإطلاق سراح جميع الأسرى. المحبط في تقرير الرباعية بالنسبة للجانب الفلسطيني اعتبر التقرير أن التحريض الفلسطيني يقف عقبة أساسية أمام إنهاء الصراع، حيث اتهم التقرير حركتي حماس وفتح بالتشجيع على الهجمات ضد الصهاينة، كما انتقد التقرير الفلسطينيين؛ لأنهم لم ينددوا بشكل ثابت وواضح بما وصفه بالهجمات الإرهابية، وطالب بالتصدي لزيادة الأسلحة غير المشروعة ونشاط المسلحين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، الأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة من الطرف الفلسطيني، مما دفع الرئاسة الفلسطينية لانتقاد التقرير، وقالت: إن التقرير لا يتضمن انسحابًا كاملًا من حدود عام 1967 بما يشمل مدينة القدسالمحتلة، ولم يتضمن إقرارًا بعدم شرعية الاستيطان، مما يعني أنه لن يؤدي إلى سلام حقيقي بل سيزيد التوتر. بدوره قال صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية: إن التقرير لا يلبي توقعاتنا كأمة تعيش تحت احتلال عسكري استعماري أجنبي، وانتقد محاولة التقرير للمساواة بين مسؤوليات شعب تحت الاحتلال ومحتل عسكري أجنبي، فالتقرير وجه انتقاد للكيان الصهيوني في إطار التوصية ليس إلَّا، حيث أوصى تقرير الرباعية -الذي لقي ترحيبًا من الكيان الصهيوني بوقف بناء المستوطنات، واعتبر أن السياسة الإسرائيلية تقوض على الدوام إمكانية نجاح حل الدولتين. الرد الصهيوني على تقرير الرباعية رغم أن تقرير الرباعية كان في صالح دولة الاحتلال، إلَّا أن تل أبيب قررت التصعيد ضد هذا التقرير، لمجرد تضمنه توصية بوقف المستوطنات، الأمر الذي لم يلق قبولًا صهيونيًّا، حيث منح رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإذن بتشييد مئات المنازل الجديدة في مستوطنات يهودية بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وتشمل الخطة بناء 560 وحدة جديدة في مستوطنة معاليه أدوميم، خارج القدس، وفي أحياء راموت ووجيلو وهار حوما بالقدس، بالإضافة إلى تشييد أكثر من 600 وحدة سكنية جديدة في حي عربي بالقدسالشرقية. ردود أفعال دولية على التوسع الاستيطاني للكيان الصهيوني كان لبعض الدول مواقف واضحة تجاه تقرير الرباعية وحول التوسعات الاستيطانية الجديدة للكيان الصهيوني. الولاياتالمتحدة مارست الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي كانت الطرف الضاغط في إصدار تقرير الرباعية بما يتناسب مع أهواء تل أبيب، هوايتها المفضلة في توجيه سهام الانتقاد الشكلية للتوسع الاستيطاني لدولة الاحتلال، الأمر الذي يعفي واشنطن كدولة تدعي الديمقراطية من أي انتقاد دولي لها كونها الدولة الداعمة للإرهاب الصهيوني، حيث قال الناطق باسم الوزارة جون كيربي: خطط الاستيطان الإسرائيلية عملية ممنهجة للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وتابع أن واشنطن قلقة جدًّا من الخطوة. روسيا روسيا التي اتخذت مؤخرًا موقفًا متشددًا من التوسع الاستيطاني الكيان الصهيوني في الجولان، لم يتوان عن تسجيل امتعاضه عن الخطوة الصهيونية في فلسطين، حيث أعربت الخارجية الروسية عن قلقها من خطط إسرائيل الهادفة لتوسيع مستوطنات على الأراضي الفلسطينية وتدعو إلى وقف هذه الأعمال الأحادية، وقالت الخارجية في بيانها: موسكو تشعر بقلق جاد بسبب الإعلان عن مشاريع جديدة لمستوطنات على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. بما يتوافق مع القانون الدولي، فإن المستوطنات غير شرعية ولا يعترف بها المجتمع الدولي. الاتحاد الأوروبي دعا الاتحاد الأوروبي، حكومة الاحتلال الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، إلى إلغاء قرارها للمضي قدمًا في مشروعاتها الاستيطانية، وقال في بيانٍ له: إنَّ قرار إسرائيل بتوسيع المستوطنات ردًّا على موجة من الهجمات الفلسطينية القاتلة ضد المستوطنين، وغيرهم من الإسرائيليين، يهدد تطبيق حل الدولتين.