شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء جلسة خاصة لانتخاب أعضاء جدد للمقاعد غير الدائمة بمجلس الأمن للعامين القادمين 2017 و2018، فيما أثارت هذه الانتخابات جدلًا على خلفية أنها المرة الأولي التي ينتخب فيها أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين قبل ستة أشهر من موعد سريان العضوية، حيث عادة ما كان يتم انتخابهم في نهاية شهر سبتمبر، إلا أن هذا التغير جاء بعد أن شكا بعض الأعضاء المنتخبين أن ثلاثة أشهر للتحضير للانضمام للعضوية غير كافية. وتنقسم المقاعد الخمسة على أربع مجموعات جغرافية، حيث نالت المجموعة الإفريقية مقعدًا والمجموعة الآسيوية مقعدًا ولدول أمريكا اللاتينية مقعد، بينما لأوروبا الغربية مقعدان، حيث يجب أن يحصل البلد المرشح على تأييد ثلثي الدول الأعضاء الحاضرة والمصوتة في جلسة الجمعية العامة من أجل الحصول على مقعد في المجلس، بغض النظر عما إذا كان هناك من يطعن في الانتخابات، وهذا يعني الحصول على 129 صوتًا على الأقل إذا صوتت جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة 193، وفي حالة عدم حصول أي من المتنافسين على الأصوات المطلوبة، يعاد التصويت بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات فقط، إلى أن يحصل المرشح على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة. وإن حدث وكانت دولة واحدة مرشحة للمقعد ولم تحصل على ثلثي الأصوات بعد إعادة التصويت، فقد يتم تحديدأهليتها للعضوية ويتم حذفها. وظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الأمن، حيث خرجت أنجولا من المجموعة الإفريقية بالمجلس، وحلت مكانها إثيوبيا؛ حيث تم الاتفاق على ترشيحها دون منافسة ضمن المجموعة، ويكون دور الجمعية العامة التصويت بتوافق الآراء، وقد انتخبت إثيوبيا مرتين للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن (1967/1968 و1989/1990)، وفي نفس الوقت ينظر لهذه الانتخابات بالكثير من الحذر؛ حيث من المتوقع أن تشهد كواليس المجلس حالة من الشد و الجذب، خاصة عندما تبدأ فترة العضوية لإثيوبيا في ظل أزمة علاقاتها مع مصر، التي بدأت فترة عضويتها في الأول من يناير هذا العام، وتستمر عامًا آخر مع إثيوبيا،التي ما زالت تصر على استكمال بناء سد النهضة رغم الاعتراضات المصرية؛ بسبب التخوف من الضرر الذي سيقع على نصيب مصر المائي القادم من النيل الأزرق. و بعد خروج فنزويلا من المجلس كممثلة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، انتخبت بوليفيا، بعد توافق الآراء، وكانت بوليفيا احتلت المقعد غير الدائم من قبل مرتين (1964/1965/ 1978/1979). في نفس السياق ستخلي ماليزيامقعدها في نهاية هذا العام عن المجموعة الآسيوية، حيث فازت كازاخستان بمقعد غير دائم، علمًا بأنها لم تخدم في مجلس الأمن من قبل، مثلها مثل 68 دولة أخرى. وفي حالة انتخابها ستكون المرة الأولى التي تحتل هذا الموقع الرفيع في المجلس، أما تايلاندفقد خدمت في المجلس مرة واحدة (1985/1986). وحظيت كازاخستان بدعم مجموعة أوروبا الشرقية والعديد من الدول الإسلامية ودول عدم الانحياز ضد منافستها تايلاند، ودعت كازاخستان كافة البعثات الدبلوماسية والصحافة المعتمدة لحفل إستقبال كبير الاثنين عشية الانتخابات، ورغم ذلك إلا أن هناك انتقادات واسعة لملف كازاخستان الحقوقي في مجلس الأمن؛ بسبب ملاحقتها للصحفيين والناشطين السياسيين، فعشية التصويت دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان الدول الأعضاء إلى التدقيق في أداء كازاخستان وتايلاند في مجال حقوق الانسان. من ناحية أخرى كان هناك تنافس شرس وحاد بين دول مجموعة غرب أوروبا، حيث ستخلي كل من نيوزيلندا وإسبانيا مقعديهما، وأسفرت الانتخابات عن فوز السويد بمفعد غير دائم، بينما ما زال التنافس قائمًا حتى الآن بين إيطالياوهولندا على المقعد الآخر، وانتخبت إيطاليا في المجلس سابقًا ست مرات وهولندا خمس مرات والسويد ثلاث مرات. قامت إيطاليا بحملة واسعة؛ لشغل مقعد في المجلس؛ بصفتها مفترق طرق على المتوسط، وشددت على خبرتها في معالجة قضية اللاجئين، وقال السفير الإيطالي سيباستيانو كاردي خلال جلسة نقاش متعلقة بترشح بلده إن "إيطاليا طرف فاعل للأمن الشامل"، وأضاف "نعتقد أنها تتمتع بمكانة نموذجية مع السلام والأمن على جدول أعمالها". أما هولندا، التي تضم مقري المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المحاكم الدولية، فقد ركزت على التزامها بالقضاء الدولي، بينما شددت السويد على دورها كجهة مانحة رئيسية، وقال عميد جامعة الأممالمتحدة ديفيد مالون إن ايطالياوهولندا "تتمتعان بفرصة كبيرة للفوز" بالمقعدين.