اختطفت أزمة اللاجئين في العالم العربي وأوروبا الأضواء من إفريقيا، لكن تقرير جديد صادر عن المفوضية يكشف أن الوضع في إفريقيا خلال عام 2015 كان قاتما، حيث قال موقع دويتش فيلة الألماني، إن هناك أكثر من 65 مليون شخص في جميع أنحاء العالم فروا من منازلهم بسبب الحرب والاضطهاد والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وكانت هذه الأرقام عالية جدا منذ تأسيس المفوضية في عام 1950. ورغم أن الوطن العربي كان الأكثر مأساة ونزوح للاجئين، إلا أن إفريقيا كانت الأكثر تضررا، وفي أواخر عام 2015، كان هناك حوالي 16 مليون شخص في إفريقيا إما نزحوا أو أجبروا على الفرار إلى بلدان أخرى. معظم هؤلاء الناس والأشخاص كانوا قد نزحوا داخليا حتى زادت المشكلات في العديد من الدول الإفريقية، فأصبح هناك 5.2 مليون فارا من بلادهم، وسعت الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين ما يقرب من 4.4 مليون، إلى اللجوء في البلدان المجاورة. على غرار السنوات السابقة، ظلت الحرب الأهلية الدائرة في الصومال عاملا كبيرا في ارتفاع عدد اللاجئين، وكانت الصراعات المتأججة في السودان وجنوبها، كما أنحدرت بوروندي في حالة من الفوضى بعد أن أعلن الرئيس، بيير نكورونزيزا، ترشحة لولاية ثالثة، في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها، وفي نيجيريا دفعت الحرب مع بوكو حرام إلى فرار أكبر عدد من اللاجئين النيجيريين إلى الدول المجاورة. وكانت البلدان المضيفة الرئيسية للاجئين في عام 2015 إثيوبيا وكينيا، وقد سعى غالبية اللاجئين من الصومال والسودان وجنوب السودان الى الوصول لإثيوبيا أو كينيا اللتان أصبحا ملجأ للمتضررين في شرق إفريقيا. وكان من البلاد التي شهدت زيادة كبيرة في عدد اللاجئين أوغندا، حيث سعى كثير من الناس الفارين من القتال في بوروندي اللجوء إليها وأيضا في الكاميرون، التي استقبلت المزيد من اللاجئين في عام 2015 مما كانت عليه في العام السابق. تعد مشكلة اللاجئين في إفريقيا أحد أهم مشاكل القارة الرئيسة، وقاسما مشتركا بين معظم الدول الإفريقية، وهي تضيف لأزمات الهوية والشرعية تعقيدا وتأزما فضلا عن مشاكل النظم السياسية الإفريقية، كما أن لها تأثيرات تتجاوز حدود كل دولة إفريقية. وتزامن تناقص دعم المفوضية السامية مع تناقص الدعم المقدم من الدول المانحة يعزز فرضية خضوع المساعدات الدولية للدول المتضررة ورهنها بتقلبات السياسة الدولية، فوضع إفريقيا العالمي الجديد جعل قضيته مع اللجوء تأخذ بعدا آخر، فالبعد الإنساني أصبح يشكل الواجهة المزيفة التي تدخل بها بعض الدول الأجنبية لتحقيق أطماعها الذاتية في الدول الإفريقية.