لفتت إقالة خمسين عضوًا من حزب العمال البريطاني؛ بتهمة معاداة السامية، الأنظار إلى تعاظم نفوذ اللوبي الصهيوني في دول الاتحاد الأوروبي.. ونشر منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني خلاصة تقرير أصدره عن "اللوبي" الإسرائيلي بالاتحاد الأوروبي، والذي يعد الأول من نوعه؛ لتوثيقه خريطة المؤسسات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وعملها، وعلاقاتها المالية في أوروبا وخارجها. وأعد التقرير مجموعة من الباحثين، منهم البروفيسور ديفيد مليلر أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة باث البريطانية، والصحفي الإيرلندي ديفيد كرونين، والأستاذة الأمريكية سارة ماروسيك الزائرة بجامعة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا. التقرير يتألف من 102 صفحة، ومقسم إلى خمسة أبواب، الأول تحت عنوان أوروبا الجديدة "أصدقاء إسرائيل"، والثاني ترسيخ اللوبي في بروكسيل، والثالث يتضمن العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والرابع حول تجريم المقاومة المتعلقة بالحملات ضد حماس وحزب الله وشن حرب على إيران. ويدور الباب الخامس حول فكرة إسكات المعارضة. وينتهي التقرير بمجموعة من الاستنتاجات. تغلغل اللوبي الصهيوني يوضح التقرير، الذي صدر الاثنين الماضي، كيف تمكن اللوبي الصهيوني، الذي نشأ في السنوات الأخيرة فقط، من التغلغل في عدد من المواقع الأوروبية، عبر مظلات عديدة، حيث تتحرك عدة منظمات بأسماء مختلفة داخل أروقة الاتحاد الأوروبي؛ لتعزيز وجهة النظر الصهيونية إزاء الصراع في الشرق الأوسط، ودعم موقف تل أبيب سياسيًّا واقتصاديًّا، فالتقرير يكشف الطابع العابر للمحيط الأطلسي للوبي الصهيوني، خاصة أن معظم المجموعات الموالية للكيان الصهيوني التي تم إطلاقها حديثًا في بروكسل لها صلات مالية أو تنظيمية مع بعض العناصر الأكثر يمينية وعداء للإسلام من اللوبي الإسرائيلي القوي في الولاياتالمتحدة. وكشف التقرير عن الارتباطات التنظيمية والمالية للهيئات الداعمة لإسرائيل في أوروبا بنظيراتها المتواجدة في أمريكا. كما يسرد التقرير الطريقة التي اتبعها اللوبي للضغط على السلطات الأوروبية؛ لدفعها إلى عدم فرض أي عقوبات على الكيان الصهيوني، رغم انتهاكاتها الصريحة لحقوق الشعب الفلسطيني في شتى المجالات، حيث تحدث التقرير عن شخصيات تزور البرلمان الأوروبي ذات علاقة بالكيان الصهيوني في مجالات الاقتصاد والسياسة والمال والزراعة والبيئة، وبالتالي تقوم بالحيلولة دون وضع المعلومة الصحيحة على طاولة الباحث أو المفكر أو السياسي في أوروبا، وبذلك تحول دون اتخاذه القرار الصحيح. تأثير اللوبي على صانعي القرار يقول ديفيد كرونن، أحد معدي التقرير، إن اللوبي الإسرائيلي في بروكسل تضخم كثيرًا خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أصبحت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل أكثر، مشيرًا إلى أن مواجهة اللوبي الإسرائيلي لدى الاتحاد الأوروبي تحتاج إلى إنشاء لوبي فلسطيني، ويتطلب ذلك تكاتف جهود كل الأطراف المعنية الحكومية وغير الحكومية. يذكر أن ظهور اللوبي الصهيوني في أوروبا كان خافتًا وغير مباشر، حتى أعلن عن افتتاح مكتب للمؤتمر اليهودي – الأوروبي في بروكسل منتصف شهر أكتوبر سنة 2009؛ ليكون وسيلة اتصال دائم بين اللوبي الصهيوني ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، وليتحرك المكتب بموازاة الأنشطة التي تقوم بها المؤسسات الصهيونية الأخرى في بروكسل، التي تعمل تحت غطاء مؤسسات للدراسات والأبحاث ومجموعات التفكير. ويحظى المكتب الجديد نسبيًّا بدعم مالي مباشر من الموازنة العامة للاتحاد الأوروبي، الذي رصد موازنة سنوية تبلغ 50 مليون يورو؛ بغية تغطية مصاريفه ورواتب موظفيه ودعمًا للأنشطة التي سينفذها. كما توجد العديد من المؤسسات والهيئات الأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني، منها جمعية الصداقة الفرنسية الإسرائيلية، مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا، مؤسسة آن فرانك هاوس الهولندية، المؤتمر اليهودي الأوروبي ومقره بروكسيل، بالإضافة للغرفة الاقتصادية الإسرائيلية الألمانية.