سينا ولَّا يافا ولَّا حيفا ولا دير ياسين، اسألوا الشمس اللي هالة على اللي صحيوا مبدرين، يزرعوها نور وغلة.. دول جدودنا ولَّا مين؟ كلمات الشيخ إمام، مضت 68 عامًا على إحدى مذابح الكيان الصهيوني ضد أهل فلسطين بمنطقة دير ياسين، التي وقعت في 9 أبريل عام 1948. بعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين، سادت حالة من عدم الاستقرار في الأرض المحتلة، وتكرر الصدام بين العرب والإسرائيليين في شكل مواجهات مسلحة، ومع حلول ربيع عام 1948 شكل جيش التحرير العربي، المؤلّف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية، هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية، وقد سمّيت ب«حرب الطرق»، حيث أحرز العرب تقدمًا في قطع الطريق الرئيس بين مدينة تل أبيب وغرب القدس، مما ترك 16% من جُل اليهود في فلسطين في حالة حصار. ذكرت تقارير فلسطينية أن عناصر المنظمتين دخلت القرية بالمجنزرات والمدرعات، واقتحموا البيوت بالقنابل في الساعة الثالثة فجرًا، غير أن الأهالي فاجأوا المهاجمين وأطلقوا النار عليهم فقتلوا 4 منهم وجرحوا 32 آخرين، وأوقعت هذه المجزرة ما بين 250 إلى 360 شهيدًا فلسطينيًّا في تلك المجزرة، من بين عدد سكانها البالغ حينذاك 750 نسمة.. واستعان المهاجمون بمنظمة «الهاغاناه» التي قدمت لهم المساعدة، وهاجموا القرية بقيادة مناحيم بيغن، الذي أصبح رئيسًا لوزراء إسرائيل لاحقًا، وأطلقوا النار دون هوادة، ثم أسروا عددًا من القرويين وقتلوهم بدم بارد. وعلى إثر ذلك قرر اليهود تشكيل هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسة، فهجمت عصابة «شتيرن والأرجون» على قرية دير ياسين، على اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها، مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية، وشنت عناصر من المنظمتين الإرهابيتين هجومًا على القرية في الساعة الثالثة فجرًا. الغريب أن قيادات تلك العصابات الإرهابية تولت مناصب رفيعة في الحكومة الإسرائيلية، فمن أبرز قادة الهاغاناه إسحاق رابين وأرئيل شارون، ومناحيم بيغن من منظمة إرغون، وإسحاق شامير من منظمة شتيرن، حيث صنفت هذه العصابات إبان الانتداب البريطاني على فلسطين بوصفها منظمات إرهابية.