تفاقمت أزمة نقص لبن الأطفال المدعم حتى وصلت إلي اختفاء اللبن تماما من بعض الصيدليات، الأمر الذي دفع عددًا من أهالي الأطفال إلى التجمهر أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية؛ مطالبين بتوفير كمية مناسبة من علب اللبن لأطفالهم، لكن الكارثة تكمن في تأكيدات مدير المركز المصري للحق في الدواء، بأن لبن الأطفال المدعم سوف يختفي تماما من الأسواق بعد 22 يوما من الآن. ورغم أن الأزمة قائمة منذ فترة طويلة وتتفاقم كل يوم، إلا أن وزارة الصحة دائما ما تنفي الأمر برمته، وتؤكد وجود كميات مناسبة من لبان الأطفال المدعم بالصيدليات، في حين كانت طوابير أهالي الأطفال المتدة أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية، خير دليل على تزايد الأزمة. يقول الدكتور أحمد علام، صيدلي، إن أزمة نقص لبن الأطفال المدعم تفاقمت بصورة كبيرة خلال الأيام الحالية، متابعا: «من المفترض أن تصل 12 علبة لبن شهريا إلي كل صيدلية، لكن العدد انخفض تدريجيًا حتى وصل 4 علب فقط، وبعض الصيدليات تصلها علبة واحدة، وصيدليات أخرى لا تصلها على الإطلاق». وأضاف علام ل«البديل» أن الأزمة أصبحت خطيرة، ويجب تُواجه بالمكاشفة والمصارحة من المسؤولين لا بالنفي، مؤكدا أن غضب الأهالي تزايد، وبدأوا يشعرون بتهديد حياة أطفالهم، ما دفعهم إلي التجمهر أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية؛ في محاولة منهم لتسليط الضوء على الأزمة، وإيجاد حلول لها. وعلى الجانب الآخر، نفى الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، وجود أزمة في لبن الأطفال المدعم، قائلا: «هناك شحنة من اللبن سوف تغطي حاجة الأطفال الرضع لمدة أربعة أشهر مقبلة». وأكد عبيد ل«البديل» أن تصريحات المركز المصري للحق في الدواء، حول وجود أزمة في لبن الأطفال المدعم، ادعاءات، موضحا أن المركز لا يحق له التحدث في الأمور التي تخص الدواء؛ لأنها مسؤولية نقابة الصيادلة ووزارة الصحة بالدرجة الأولى، مختتما: «المركز المصري للحق في الدواء غير مرخص، ويستقي أخباره من موقع التواصل الاجتماعي، وجميعها أخبار عارية تمامًا عن الصحة». وفي المقابل، قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن كلام الدكتور محيي عبيد غير صحيح، والنقابة تهاجم المركز لرفضه قانون هيئة الدواء، مضيفًا: «نحن كمجتمع مدني وحقوقي لن نسمح أن يكن هناك قانون لرجال الأعمال لصناعة الدواء»، مستطردا: «اقتحام الأهالي لشركة الدواء كان بالصور، فكيف لنقيب الصيادلة أن ينفي شىء موثق بالصور». وفجر فؤاد مفاجأة ل«البديل» قائلا إن مصر بها 435 ألف علبة لبن فقط، ما يعني أنه بعد 22 يوما من الآن، سوف تحدث كارثة اختفاء لبن الأطفال المدعم، خاصة أن الصفقة الجديدة التي تعاقدت عليها مصر ستصل بعد ثلاثة أشهر. وعن تصريحات نقيب الصيادلة بأن مصر ليس بها أزمة في لبن الأطفال المدعم، أوضح مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن مصر بها 2 مليون علبة لبن من الاحتياطي الاستراتيجي، لكن لا يُسمح بتداولهم إلا بقرار رئاسي في حالات الحروب أو انتشار الأوبئة. وفيما يخص عدم وجود ترخيص للمركز، أكد فؤاد أن «المصري للحق في الدواء» مثل مراكز المجتمع المدني، في انتظار مناقشة قانون الجمعيات من قبل مجلس النواب، مختتما: «نحن لم نخالف القانون مطلقًا، ومن يقول عكس ذلك، يُثبت».