عرضت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرية لحركة حماس بقطاع غزة، صور أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، وأكدت أنها لن تكشف أي معلومات عنهم من دون مقابل، في خطوة قد تسفر عن ارباك واسع لدى جهاز الأمن الإسرائيلي ورئيس الوزراء بينامين نتنياهو، بحسب ما أكد سياسيون وخبراء. وأكد الناطق باسم كتائب القسام أنها تحتجز 4 جنود أسرى من الاحتلال الصيهوني، مؤكدة أنه لا توجد أي اتصالات أو مفاوضات حتى الآن حول جنود العدو الأسرى، متابعة أن أي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو إلَّا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها. وخلال العدوان على قطاع غزة من قِبَل الكيان الصهيوني، أعلنت كتائب القسام، في 20 يوليو 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال شرقي مدينة غزة، وبعد يومين اعترف الاحتلال بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي حماس. ومنذ ذلك الحين وتتبنى حماس وجناحها العسكرية خطابًا غير واضح حول مصير جندي الاحتلال آرون، الذي لم يستعد الكيان رفاته ومثله الجندي هادار غولدين، وفي يوليو الماضي أعلن الاحتلال أن هناك إسرائيليين اثنين آخرين من المدنيين محتجزان في قطاع غزة. إعلان القسام عن وجود أسرى لديه في الفترة الأخيرة، بحسب خبراء، يأتي في إطار حرب نفسية تشنها حركة حماس على الإسرائيليين بشأن قضية الجنود المفقودين بقطاع غزة، كما تعد محاولة لتحريض الرأي العام الصهيوني على حكومة الاحتلال، في وقت أجرى الاحتلال عملية محاكاة لحرب مقبلة مع حماس. ويرى الكاتب السياسي علاء الريماوي، المتخصص في الِشأن الفلسطيني والقريب من حماس، أن تصريحات الناطق باسم كتائب القسام تأتي مثل «كرة ملتهبة» في حجر نتنياهو. ويضيف الريماوي على صفحتة الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أن حماس تضرب الأوراق في وجه نتنياهو في ملف الأسرى، وتفتح مساحة في جدار الصمت، مؤكدًا أنها رسالة توجع الأمن الإسرائيلي وتوقظ الصورة المرتبكة عن أدائه، فضلًا عما سيحدثه هذا الإعلام من فقدان للثقة برواية الاحتلال الإسرائيلي المتكررة بشأن حياة جنوده المفقودين. ويعتقد الريماوي أن الحدث سيشكل ردة فعل قوية لدى عائلات الجنود الإسرائيليين، وقد تتبلور على شكل جماعات ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية وتحرك المياه الراكدة، مشيرًا إلى أن هناك صفقة ستكون تاريخية رغم أمدها الزمني غير القريب. في الوقت ذاته، اهتمت الصحف الإسرائيلية بإعلان كتائب القسام عن الأسرى الإسرائيلين، وأكد موقع واللا أنه جاء ردًّا على تصريحات لنتنياهو قبل أيام قال فيها: إن تطورًا حصل في موضوع الجنود المفقودين، في وقت نفت فيه الحركة حصول أي تقدم في مفاوضات التبادل؛ لأن ذلك بحسبها يجب أن يسبقه دفع أثمان من قِبَل الكيان، بينما أكد عنيان مركزي، الإسرائيلي، أن حماس تحاول تحريض الرأي العام على نتنياهو بالضغط عليه في قضية الجنود المفقودين، وأن حماس بإخراجها هذا الشريط التلفزيوني تريد إرسال تهديدات جديدة لإسرائيل. وقد تمت صفقة تبادل الأسرى الشهيرة «بجلعاد شاليط» بين حركة حماس والكيان الصهيوني في أول أكتوبر 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجندي، جلعاد شاليط الذي أسرته حركة حماس عام 2006. وتؤكد الصحافة الصهيونية أن حماس تحاول استنساخ الضغوط الشعبية التي مورست على نتنياهو خلال مفاوضات صفقة التبادل على إطلاق سراح جلعاد شاليط، مضيفة أن الحركة رفضت عروضًا قدمها نتنياهو عبر طرف ثالث لإبرام صفقة لاستعادة جثامين الجنود. وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن سلطات الاحتلال اعتقلت نحو 70 أسيرًا ممن تحرروا بموجب صفقة شاليط، وأعادت أحكام 34 أسيرًا، من بينهم أحكام بالمؤبد، وفي ضوء ذلك لوحت حماس في أكثر من مناسبة بأنها لن تقدم أي معلومات حول أسرى الاحتلال في قطاع غزّة، قبل إطلاق سراح محرري صفقة شاليط، مما يشير بوضوح إلى أن هناك صفقة سيتم على إثرها الإفراج عن معتقلي الحركة في السجون الصهيونية، مقابل الإفراج عن جثامين جنود الاحتلال وأسراهم في قطاع غزة.