أطلق عدد من أولياء الأمور دعوة لرفض مناهج مراحل التعليم الأساسي المختلفة؛ بسبب الحشو وحجم المقرر، بالإضافة إلى كم المعلومات الضخم الذي لا يستطيع عقل طالب لم يتجاوز العاشرة من عمره استيعابها تفصيليًّا، حسبما ذكر بعض أولياء أمور الطلاب. وقالت الدكتورة ليلي إسماعيل، أحد أولياء الأمور طالب بالمنصورة: إن الفترة الزمنية للتيرم الثاني، وهي شهران ونصف وأسبوعان للامتحانات، تستوجب أن يكون المنهج وحدتين، كل وحدة تدرس في شهر، وكل وحدة تكون 3 دروس، كل درس يشرح في أسبوع، على أن يكون الأسبوع الأخير من الشهر مراجعة وامتحان تقييم، ويتم إلغاء امتحانات الميد ترم. وأضافت إسماعيل أن مادة العلوم للصف الرابع الابتدائي بها تفاصيل دقيقة عن بعض أجهزة الجسم، كالجهاز التنفسي الذي يحتوي على مصطلحات أجنبية لا يستطيع الطلاب حفظها واستيعابها لسنهم الصغيرة، كما أن مادة الدراسات تحمل كمًّا من التواريخ المتشابهة التي تعجز الأمهات عن حفظها، مشيرة إلى أن ذلك الزخم يجعل الطالب يعزف عن الدراسة، موضحة أنه كان من الأولى أن يتم شرح الدروس في قصص مشوقة للطلاب حتى يستوعبوها. وتابعت أن مادة الدراسات أخذت فصولًا طويلة في معلومات لا قيمة لها عن أسماء الملوك وأولادهم بكم أسماء ضخم، وفي المقابل مرت مرور الكرام على دروس غاية في الأهمية، واقتصرت الحديث عنها في كلمتين فقط مثل «حادثة دنشواي» دون التطرق لأحداثها ووقائعها، واكتفى المنهج بذكر الكلمتين فقط. وقالت مدام سلوىن أحدى أولياء الأمور بالإسكندرية: ابني عمره 10 سنوات أصبح لديه التهاب مزمن بالقولون العصبي وارتجاع مريء عصبي؛ بسبب الضغط من الدارسة والمناهج الكبيرة، مضيفة: يرضي مين ده؟ بنتي اللي في تالتة ابتدائي من اللي شافته السنة اللي فاتت، قالت لي وأنا باذاكر مع أخوها في رابعة ابتدائي: أنا مش عاوزة أدخل سنة رابعة دي أصلًا. أنا اتعقدت من قبل ما أدخلها. وتابعت: أصبحت كل علاقتي بأولادي زعيق زعيق زعيق علشان نخلص مذاكرة، علشان نحفظ علشان ننزل درس، كل حاجة في حياتنا بقت واقفة بسبب التعليم. وقالت لبنى حامد، أحد أولياء الأمور بالقاهرة: إن مناهج المرحلة الابتدائية في مواد العربي وغيرها شديدة التعقيد، وصعبة على الأطفال، بالإضافة إلى الكم الكبير، مطالبة بأنه يجب أن يكون الجزء الأكبر من المناهج عمليًّا، ويعتمد على إعمال العقل والبحث وليس الكتابة والحفظ؛ لتنمية الإبداع والابتكار. وأوضحت: يجب تقسيم السنة إلى أربعة أجزاء، وكل جزء نمتحنه خلاص ما نرجعش نمتحن اللي أخدناه فيه تاني، وبكده يبقى قسمنا المنهج على الطفل بدل ما كل شوية أذاكر الكتاب من أوله.