قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مجموعة من يهود اليمن وصلوا إلى الكيان الصهيوني في وقت متأخر من ليلة أمس، مرتدين الملابس اليهودية التقليدية الخاصة بالرجال والنساء، بالإضافة إلى حاخام يحمل توراة يعتقد أنها تعود لأكثر من 500 عام. وتضيف الصحيفة أن هؤلاء اليهود اليمنيين هربوا من بلادهم التي مزقتها الحرب، حسبما أعلنت الوكالة اليهودية أمس، بعد عملية إنقاذ سرية استغرقت عدة أشهر. وتوضح الصحيفة الأمريكية أنه تم التقاط صور من مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب من ممثل الوكالة اليهودية، وهي هيئة شبه حكومية تتعامل مع الهجرة اليهودية، وعززت هجرة عدد آخر من اليمنيين إلى الكيان الصهيوني. وتلفت الصحيفة إلى أن عدد اليهود في اليمن قليل جدًّا، وأصبحوا عرضة للخطر؛ بسبب العنف المتزايد، بالإضافة إلى الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، حيث قال ناتان شارانسكي، المنشق السوفييتي السابق ورئيس الوكالة في بيان: منذ البساط السحري في عام 1949 وحتى يومنا هذا، والوكالة اليهودية تساعد يهود اليمن على العودة للوطن، في إشارة إلى الجسر الجوي الإسرائيلي بين عام 1949 و1950، حيث تم نقل 50 ألف يهودي يمني إلى إسرائيل، بعد الإعلان عن قيامه. ويضيف: فصل التاريخ لأقدم الطوائف اليهودية حول العالم يقترب من النهاية. وتوضح الصحيفة أن ما يقرب من 50 يهوديًّا اختاروا البقاء في اليمن، 40 منهم يعيشون في مجتمعات مغلقة في العاصمة اليمنية صنعاء، ويتم حمايتهم من قِبَل السلطات اليمنية، وفقًا للوكالة اليهودية. وذكرت الصحيفة أن المهاجرين الذين وصلوا مؤخرًا إسرائيل، وعددهم 14 شخصًا، من بلدة ريدة في شمال اليمن، بمن فيهم حاخام المدينة وعائلته المكونة من خمسة أشخاص. وتتساءل الصحيفة: كيف وصلوا إلى إسرائيل البلد الذي لا يقيم علاقات دبلوماسية مع اليمن؟ فوصولهم لا يزال لغزًا، كما أن البلدين اللذين يسهلان هجرة يهود اليمن هما الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وقد أغلقا سفارتهما في اليمن خلال العام الماضي، كما فعل العديد من الدول الغربية. وتشير الصحيفة إلى أن السعودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل فرضت حصارًا بحريًّا وجويًّا على اليمن. ومن المفترض تفتيش المسافرين من قِبَل السعوديين، في الرحلات التي تتوقف في السعودية أثناء السفر من وإلى صنعاء، موضحة أنه حتى الآن لم يتضح هل غادر اليهود اليمنيون جوًّا أم بحرًا خلال المرحلة الأولى من رحلتهم، كما أن المسؤولين الإسرائيليين يلتزمون الصمت حيال هذا الموضوع، ربما لحماية طريق السفر لباقي اليهود حال اتخاذهم قرار الهجرة. وفي هذا السياق قال أريل دي بورتو، مدير الهجرة اليهودية، إن المهاجرين لم يصلوا على متن طائرة إسرائيلية، وتم نقل الوافدين الجدد إلى مركز الاستيعاب في مدينة بئر السبع.