تسلمت مصر مطلع يناير الحالي مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن لعامي 2016 2017 عن دول شمال إفريقيا، بعد أن تم اختيار مصر في 15 أكتوبر الماضي لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي، بإجماع آراء الدول الأعضاء، ومن دون أي اعتراض سواء من الأعضاء الدائمين أو غير الدائمين، عبر عملية اقتراع سري في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حصلت مصر بموجبها على 179 صوتًا من أصل 191 صوتًا لاختيارها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، كما فازت أيضًا بهذا المقعد السنغالواليابانوأوكرانيا والأورغواي، حيث حصدت السنغال 187 صوتًا واليابان 184 وأوكرانيا 177 وأوروغواي 185 صوتًا. تقسيم المقاعد يتكون المجلس من 15 عضوًا لكل عضو صوت واحد، منها 5 أعضاء دائمين يمتلكون حق النقض «الفيتو» وهم: الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، أما ال10 الأعضاء غير الدائمين، فإنها تنتخب لمدة عامين من قِبَل الجمعية العامة، وهي مصر واليابانوالسنغالوأوكرانيا والأوروغواي وفنزويلا ونيوزلندا وإسبانيا وماليزيا وأنجولا. وبالنسبة لمجموعة إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا فهي كالتالي: 3 مقاعد للمجموعة الإفريقية مصر، السنغال، وأنجولا، مقعدان لمجموعة آسيا وجزر الباسيفيك، اليابان وماليزيا، مقعدان لمجموعة أمريكية اللاتينية ودول الكاريبي، الأورجواي، فنزويلا، مقعد لمجموعة شرق أوروبا، أوكرانيا. أما مجموعة غرب أوروبا فلها مقعدان نيوزلندا، إسبانيا، وهي بالإضافة لدول أخرى لا يتنافسان على مقاعد العام الماضي 2015، حيث تجرى الانتخابات الخاصة بالمقعدين المخصص لها كل سنة زوجية. تاريخ مصر بهذا المقعد فوز مصر للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن يأتي بعد غياب دام 20 عامًا، وتعد هذه المرة السادسة التي تنضم فيها مصر إلى المجلس، فمصر كانت من أول 6 دول تنال هذا المقعد، بعد إنشاء الأممالمتحدة عندما كان عدد المقاعد آنذاك 6 مقاعد وليس 10. شغلت هذا المقعد في خمس مرات، الأولى كانت في عام 1946م عندما كانت مملكة، والثانية كانت عن عامي 1949 و1950م أيضًا أيام فترة الحكم الملكي، أما المرة الثالثة كانت عن عامي 1961 و1962م تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة وذلك إبان الوحدة بين مصر وسوريا، وكانت المرة الرابعة عن عامي 1984 و1985م إبان بدايات حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وأخيرًا عن عامي 1996 و1997م إبان فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك أيضًا. وترأست مصر المجلس لمدة شهر واحد، طبقًا لمبادئ الأممالمتحدة التي تنص على أن يتولى رئاسة المجلس كل من أعضائه بالتناوب لمدة شهر واحد، تبعًا للترتيب الأبجدي لأسماء الدول الأعضاء باللغة الإنجليزية؛ أي أن مصر ترأست مجلس الأمن خمس مرات في تاريخها بعدد شغلها عضوية المجلس. أما بالنسبة للدول الفائزة مع مصر، فقد تمكنت اليابان من شغل هذا المقعد 11 مرة، والسنغال والأوروجواي مرتين. آلية الاختيار يتم انتخاب هذه الدول من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لفترة واحدة، تبلغ عامين تبدأ من 1 يناير الحالي، ولتتمكن لدولة ما أن تفوز بهذا المقعد، فعليها أن تنال على موافقة ثلثي الدول الأعضاء بالجمعية العامة الذين يبلغ عددهم 193 دولة. التقليد المتبع أن أحد المقاعد المخصصة لكل من إفريقيا أو آسيا دائمًا ما يذهب لأحد الدول العربية، فالأردن كانت تشغل مقعد آسيا الدورة السابقة، ومصر مقعد إفريقيا حاليًا. المنافسة نادرة بين دولتين على المقعد، حيث إنه في الغالب يتم الاتفاق الضمني بين الدول على ترشيح دولة ما للمقعد الواحد عبر اتصالات دبلوماسية، وبالتالي فإن الدولة غالبًا ما تحظى بنسبة الثلثين في التصويت النهائي، لكن في عام 1979 وهي من المرات النادرة حدثت منافسة بين كل من كوبا وكولومبيا للفوز بنفس المقعد وعلى مدى 3 أشهر والتي تخللها 154 جولة من التصويت، لم تتمكن أي دولة من الدولتين الحصول على نسبة الثلثين، وفي نهاية المطاف ذهب المقعد للمكسيك، التي اعتبرتها كوبا وكولومبيا دولة مقبولة لكل منها. آلية بررت الثقة في تصريحات السفير عادل الصفتي، وكيل أول وزارة الخارجية، وعضو وفد مصر الدائم الأسبق بالأممالمتحدةبنيويورك، قبل إعلان النتائج، بأن نسبة فوز مصر بالمقعد تبلغ 100% لاسيما في ظل الدعم الدولي الكبير التي تحظاه الدولة الإفريقية. مهام مصر صرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن مجلس الأمن أقر اختيار رئاسة لجانه الفرعية المعنية بمتابعة تنفيذ قرارات المجلس ذات الأهمية الخاصة، التي تتطلب مراجعة دورية ومتابعة لموقف تنفيذ تلك القرارات، حيث تم اختيار مصر لرئاسة ثلاثة لجان الأولى هي لجنة القرار 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب، والثانية لجنة القرار 1518 المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالعراق، والثالثة لجنة القرار 1533 المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالكونغو الديمقراطية.