سيناريوهات الدراما المصطنعة مثلث من جزء حياة الرؤساء، ربما بعلم أو عن غير علم، وتحولت من داخل استوديوهات التصوير إلى مشاهد حية ومعدة لتحاكي الواقع تماما، كان أول ظهور للشخصيات المصطنعة، في 2007 خلال احتفالية عيد العمال، عندما كان يتحدث الرئيس الأسبق حسني مبارك وفوجئ بصوت أحد الحضرين «المنحة ياريس» وكان أول من أطلقها سيدة تدعى عائشة عبد الهادي، بدأت كناشطة نقابية في شركة أدوية حكومية في 1959 وانتهت بتوليها وزارة القوى العاملة في عام 2006م، وكان متعارف عنها بعلاقتها القوية بسوزان مبارك. فمنذ 7 أعوام سجلت عدسات الكاميرات صورة للرئيس الأسبق مبارك مع أحد الفلاحين أثناء زيارته لمحافظة المنيا 2009، خلال تفقده عدد من المشروعات في الصعيد، وتبين بعد الزيارة أن الفلاح أحد المجندين في الداخلية وتم إعداده لهذه المهمة، وأطلق عليه حينها «فلاح الرئيس». وخلال الفترة القريبة الماضية، ظهر سيناريو جديد للشخصية المصطنعة على غير المعهود من ذي قبل، بعد ظهور شاب أنيق الزى لا تفارق الابتسامة وجهه يتجول بشوارع العاصمة يحمل صندوق على كتفه ليبيع الفريسكا كي يجد قوت يومه، ومع تسليط الضوء على ذلك الشاب واتخاذه مثلا للشاب المكافح وتلميعه بالفضائيات، إلا أنه سرعان ما انطفاء ذلك النور، بتلك الوسيلة التي صعد بها كالصاروخ، بعدما تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، صوره التي أثارت الكثير من الجدل بعد ظهوره بشخصيتين مختلفتين، فاتهمه الكثيرون بالتزوير وأكثر ما آثار الجدل حوله هو ظهور في عدة مشاهد مختلفة تارة، وهو يرتدى زى ضابط ويحمل سلاح، وأخرى وهو يركب سيارة حديثة، وغيرها على إحدى الشواطئ السياحية، فعلق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على الصورة قائلًا: يوسف الشهير ببائع الفريسكا ما هو إلا أداة إعلامية تم استخدامها بأكثر من طريقة ومسمى لتوصيل رسالة معينة للشباب. سيناريو فلاح الرئيس، تم إنتاجه من جيد، وبدا واضحا منذ 5 أيام، وفي تدشين الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرحلة الأولى من مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان، بسهل بركة في مدينة الفرافرة التابعة لمحافظة الوادي الجديد، رصدت عدسات الكاميرات لقاء الرئيس بفلاح مصري، كما بدا على ملامحه وزيه الذي يرتديه. إلا أنه بعد مرور أقل من ساعة من لقاء الفلاح المصري بالرئيس، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أن عم سيد، الذي التقى بالرئيس واعتبره البعض فلاحا بسيطا، يعمل موجها بالإدارة التعليمية في الفرافرة ومن أبناء المدينة، ويدعى سيد أحمد سيد، وهو ما أعاد الصورة إلى ذاكرة المصريين، ليعيد للأذهان مرة أخرى مشهد مبارك مع الفلاح في عام 2007، إلا أن استخدام تلك الأساليب، يطرح تساؤلاً، لماذا يتم استخدام هذه السيناريوهات؟ بعضها مكرر والآخر مختلف؟