تتطلع جبهة تحرير شعب تيغري التي قتل وذبح منها المئات وأطلق فيها العنان لحملة من سفك الدم، إلي زحزحة عرش السلطة الإثيوبية. قال موقع إثيوميديا:«على مدى السنوات ال24 الماضية، كان لدى جبهة تحرير شعب تيغري كل الفرص للتغيير السلمي في البلاد، من خلال منعطف السلام والمصالحة، وكان أمامهم استغلال فرص تطور الديمقراطية في البلاد واستغلال، من خلال الانتخابات، لكن غياب جبهة تحرير شعب تيغري فوت الفرصة عليهم حتى أصبح التغيير السلمي مستحيلاً في إثيوبيا». وأضاف الموقع الإثيوبي أن الثورة في البلاد باتت اليوم حتمية ولابد أن يتخللها العنف، حتى أصبح ديسمبر 2015 نقطة التحول بين التغيير السلمي والثورة العنيفة، فضلا عن أنه نقطة اللاعودة بالنسبة للشعب الإثيوبي، متابعا أن الشعب يطالب بالإصلاح الهيكلي. وكانت قوات الجيش والشرطة الإثيوبية أطلقت الرصاص ضد المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل 75 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، فوصفت الحكومة الإثيوبية المتظاهرين ب«إرهابيين» ولابد من قمع احتجاجاتهم بالعنف حتى لو بقتلهم جميعا، بينما حذر موقع فورتشن أبابا من قتل المتظاهرين، مؤكدا أن المظاهرات سلمية وليست كما تدعي الحكومة بأن المتظاهرين من الإرهابيين، وموضحا أن قتل طلاب الجامعات والمدارس الثانوية ليس حلاً، بل يزيد من تفاقم الوضع الحساس والذي يمكن أن يؤثر سلبيا على أمن إثيوبيا. وفي السياق، قال مساعد وزيرة الخارجية السابق للشؤون الإفريقية، هيرمان كوهين، إن القادة السياسيين بالحكومة الإثيوبية لديهم سياسة لقتل جميع المعارضين الذين نزلوا إلى الشوارع للتظاهر ضدهم، وسجن من تفشل في قتلهم لفترات طويلة، متابعا: «لا أستطيع أن أفهم لماذا يشعر النظام الإثيوبي أنه من الضروري ممارسة هذه الرقابة الشديدة إلى حد ارتكاب جريمة قتل ضد مواطنيها». ويوضح كوهين أن الحكومة الإثيوبية مدعومة دوليا وتتلقى علامات جيدة من المجتمع الدولي لاستثماراتها في البنية التحتية والزراعة، مؤكدا أنه بدلاً من قتل المتظاهرين السلميين وارتكاب جرائم ضد المواطنين، خاصة ضد شعب تيغري، أن تنظر الحكومة في مطالبهم وتحاول تحقيقها، ومضيفا أن العنف ضد شعب الأورومو لم يكن وليد اللحظة أو هذا العام حتى نقول إن هناك أياد خفية تمولهم أو دول على خصومة مع إثيوبيا. واستطرد مساعد وزيرة الخارجية السابق للشؤون الإفريقية أن الحكومة الإثيوبية قتلت نحو ألف شخص من شعب الأورومو بعد انتخابات 2005، كما قتلت حوالي 400 شخص من جبهة تحرير شعب تيغري في منطقة غامبيلا عام 2004 ، بجانب قتل الآلاف من أوجادين التابعين لجبهة تحرير شعب تغيري 2007 ، وقتل الآلاف أيضا من الصوماليين المنضمين لجبهة تحرير شعب تيغري خلال الأعوام من 2006 إلى 2009، كما قتل من جبهة تحرير شعب تيغري عشرات الآلاف في إثيوبيا منذ 1991، أي أن هذا الشعب يتعرض لإبادة جماعية منذ سنوات طويلة، وما يحدث الآن نتيجة طبيعية لسنوات من اضطهادهم وقتلهم وتعذيبهم.