قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، اتفقا على مفاوضات بشأن إنهاء الحرب في سوريا، من خلال استئناف المحادثات في نيويورك، الجمعة المقبلة، عبر محادثات استمرت ثلاث ساعات في العاصمة موسكو. وبحسب الصحيفة الأمريكية، قال كيري: «تمكنا من العثور على أرضية مشتركة لتضيق الفجوات حول الاستراتيجية العسكرية وآليات الانتقال السياسي، لتغير الحكومة الحالية في سوريا»، وتضيف: «رغم الخلافات الواضحة بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن سوريا، إلا أن هذه المحادثات تعد بادرة جديدة بين الجانبين، لكيفية العثور على تسوية سياسة دائمة للصراع في سوريا، ومصير الرئيس السوري، بشار الأسد»، مؤكدة أن كيري ولافروف، اتفقا أن داعش وجبهة النصرة، جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، ستدرج على قائمة المنظمات الإرهابية، وتوضح واشنطن بوست أن الولاياتالمتحدةوروسيا، يشنان ضربات جوية في سوريا، وهما لاعبان أساسيان بين العديد من الدول التي تدعم الفصائل المختلفة في الحرب، لكنهما اختلافا حول موعد وكيفية بدء المفاوضات بين المعارضة المناهضة للحكومة، وممثلي الدولة السورية، وأيضا اختلاف الاستراتيجيات العسكرية لمكافحة الإرهابيين، الذين سيطروا على أجزاء من سوريا والعراق. وذكرت الصحيفة أن الهدف النهائي لواشنطن وحلفائها، بدء مفاوضات السلام بحلول شهر يناير، مع وقف إطلاق النار، كما أنها ترغب في تنحي بشار الأسد؛ لإنهاء عملية الانتقال السياسي، حيث طالبت جماعات المعارضة السورية في الرياض الأسبوع الماضي، بتنحي الرئيس السوري قبل بدء المفاوضات. وفي السياق، قالت صحيفة تربيون، الأمريكية، إن جون كيري بدأ حملته لإنهاء الحرب السورية في موسكو، محاولا الحفاظ على عملية السلام الهشة، مؤكدة أن واشنطن تحاول إقناع موسكو بالتخلي عن حليفها بشار الأسد، والذهاب إلى مائدة المفاوضات مع المعارضة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونصف. وترى الصحيفة أن واشنطنوموسكو تعدان القوى الرئيسية التي تقود إلى عملية السلام والمحادثات التي تضم 17 دولة، موضحة قول بعض الخبراء أنه حال لم تتدخل روسيا والذهاب لمائدة المفاوضات، وتحاول إقناع الأسد، فإنها سوف تتورط بشكل متزايد في سوريا. شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، قالت إن وزير الخارجية الأمريكي يهدف إلى تحقيق تقدم حقيقي مع الرئيس الروسي حول الأزمة السورية، لافتة إلى قلق واشنطن حيال استهدلف بعض الغارات الروسية في سوريا للمعارضة المعتدلة وليس مقاتلي تنظيم داعش. وأضافت أن موسكو تحاول توسيع مساحة التعاون بما يخدم جميع الأطراف في مواجهة الإرهاب، لكن واشنطن تصر على التنسيق فقط؛ لضمان أمن التحليقات الجوية، لافتة إلى تأكيدات كيري على الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين العسكريين الروس والأمريكيين، المتعلقة بقوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة، كما تم من الناحية العملية الاتفاق على بعض الخطوات، التي ستجعل من العمل أكثر تنسيقا وفاعلية. وبحسب «إن بي سي نيوز»، قال وزير الخارجية الأمريكي، إن موسكووواشنطن تقاربتا في المواقف حول القضايا المعقدة بسوريا وكيفية التعامل معها، مضيفا: فعلا، توصلنا إلى بعض الاتفاقات وتحدثنا عن صعوبة تصنيف الجماعات الإرهابية، لكنني لا أستطيع الآن التحدث عما اتفقنا عليه على أساس ثنائي لأنه، وكما قال سيرجي لافروف: على مجموعة دعم سوريا بأكملها المشاركة في هذا النقاش، ومن المهم مساهمة الجميع في الحلول والنتائج، لكننا قربنا المواقف حول تلك الصعوبات وكيفية التعامل معها. لا يقتصر الحل على واشنطنوموسكو، إذ هناك أطراف إقليمية ودولية ترى غير ما هو سائد بين الدولتين نتيجة تضارب المصالح والسعي للحفاظ على نفوذها سياسيا واقتصاديا في الشرق الأوسط ، وعلى ضوء ما يتم التفاهم عليه في محادثات موسكو تتضح الرؤية لتفعيل الحراك المتعدد الطرق لجعل الحل السلمي الطريق الأقصر إلى إنهاء أزمات المنطقة.