لايزال رائف بدوي، يقبع في السجون السعودية، حيث يعتبر من أبرز ضحايا حرية التعبير في المملكة، فهو صاحب أشهر قضية تخص انتهاكات حقوق الإنسان في بلاده، وبالرغم من الضغوط والحملات الدولية المتعاطفة معه إلا أنه لايزل يكمل مدة عقوبته في السجون. قالت إنصاف حيدر، زوجة المدون السعودي رائف بدوي، التي تعيش مع أطفالهما الثلاثة في كندا حيث حصلت على حق اللجوء السياسي، إن زوجها السجين بدأ إضرابًا عن الطعام منذ الثلاثاء الماضي بعد نقله إلى سجن جديد منعزل، وكتبت إنصاف على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "أناشد جلالة الملك سلمان أن يعفو عن ابنه رائف بدوي، وأن يلم شمله مع أطفاله الثلاثة وزوجته". من جانبه علق وزير الخارجية الكندي ستيفن ديون، على النبأ بقوله إن الحكومة الاتحادية مازالت تسعى إلى التأكد من أن بدوي نقل إلى سجن آخر، وأضاف قائلا "نحن قلقون جدًا بشأن وضع السيد بدوي"، وحول ما إذا كانت كندا على اتصال بالسفارة السعودية بخصوص هذا الموضوع قال وزير الخارجية الكندي، "إننا نبذل قصارى جهدنا لضمان أن تكون لدينا في النهاية نتيجة إيجابية". رائف محمد بدوي، من مواليد 13 يناير عام 1984، في مدينة الخبر في السعودية، هو كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان ومؤسس موقع "الليبراليون السعوديون" الإلكتروني سنة 2006، بهدف تشجيع النقاش بشأن القضايا الدينية والسياسية في السعودية. اشتهر بدوي بدعوته لإلغاء هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وطالب بمحاكمة رئيسها إبراهيم الغيث، في محكمة العدل الدولية، وذلك في حديث مع قناة "سي إن إن" الأمريكية أواخر عام 2008. على خلفية هجومه على الهيئة والمؤسسة الدينية السلفية في السعودية، تم اعتقال بدوي عام 2012 في جدة بتهمة الإساءة للدين الإسلامي من خلال الإنترنت، واتهم بعدة قضايا من بينها الردة، وفي أوائل 2013 أقرت إحدى المحاكم العليا بعدم ثبوت الدعوى المرفوعة ضده بتهمة الردة، والتي كان من شأن إدانته بها أن يحكم عليه بالإعدام وفقا لقوانين المملكة، وأحالت المحكمة القضية إلى محكمة أخرى أقل درجة، وحُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، والجلد 600 جلدة، وإغلاق موقع الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، وذلك في 29 يوليو 2013. في 7 مايو 2014 تم تغليظ الحكم إلى الجلّد 1000 جلدة، والسَجن لمدة 10 سنوات، بالإضافة لغرامة مالية قدرها مليون ريال سعودي، وبدأ تنفيذ حُكم الجلد ابتداء من 9 يناير 2015 ليتلقى بدوي 50 جلدة بعصا خشبية مرنة كل يوم جمعة على مدى 20 أسبوعًا. الحكم الصادر ضد بدوي أثار موجة انتقادات قوية في دول غربية ضد سجل السعودية في حقوق الإنسان، حيث انتقد عدد من الحكومات الغربية، من بينها الولاياتالمتحدةوكندا وألمانيا والنرويج، الحكم على بدوي، وناشد وزير الخارجية الكندي جون بيرد، السعودية بتطبيق الرأفة في حقه، وقال في بيان له "هذا الحكم انتهاك للكرامة الإنسانية وحرية التعبير، فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكيةجنيفر بساكي، إن "حكومة الولاياتالمتحدة تدعو السلطات السعودية إلى إلغاء هذه العقوبة الوحشية، وأن تعيد النظر في ملف بدوي وإدانته"، مضيفة أن واشنطن "تعترض بقوة على القوانين التي تقيد حرية التعبير". من جانبها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن سجين رأي "احتُجز لا لشيء سوى لممارسته لحقه في حرية التعبير عن الرأي بشكل سلمي"، فيما علقت منظمة حقوق الإنسان على الحكم بقولها "بدلا من حماية حق المواطنين السعوديين في حرية التعبير، قامت الحكومة السعودية بمعاقبة رائف بدوي، وتخويف الآخرين الذين قد يجرؤون على مناقشة مسائل الدين"، وقالت "هيومان رايتس ووتش "إنه على المسؤولين السعوديين الانشغال بإجراء الإصلاحات المُلحة، بدلا من ملاحقة مُنتقديهم على شبكة الإنترنت، كما نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" بما اعتبرته "عقوبة غير إنسانية ومخالفة للقانون الدولي"، وأطلقت عريضة تدعو العاهل السعودي إلى العفو عن رائف. علقت السعودية عقوبة الجلد على بدوي بعد موجة الاحتجاجات العالمية، لكنها عادت في 11 يونيو الماضي لتعلن رفضها حملة الانتقادات الدولية على الحكم الذي أصدرته محكمتها العليا وقررت الإبقاء على قرار جلد المدون رائف بدوي 1000 جلدة، ووصفت الانتقادات بأنها "تدخل في شؤون البلاد الداخلية"، وأصدر رجل الدين السعودي البارز عبد الرحمن البراك، فتوى تعتبر رائف كافرا ومرتدا عن الدين الإسلامي، ومروجا للكفر والإلحاد. حصل رائف على عدد من الجوائز في مجال الفكر والتعبير عن الرأي والشجاعة أثناء سجنه، حيث اختارته مجلة فورين بوليسي، ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم لعام 2015، كما حصل على جائزة "سخاروف" لحرية الفكر 2015، وفي نفس العام حصل على جائزة "بن بينتر" لحرية التعبير، كما حصل على الميدالية الذهبية لمدينة ستراسبورغ، وجائزة الشجاعة من قمة جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، وجائزة حرية التعبير، وجائزة ايكنهيد من الجمعية العَلمانية الأسكتلندية، وحاز على جائزة الإنسانية لعام 2014 من منظمة القلم الكندية، وتم اختياره عضوا فخريا في منظمة القلم الكندية، وحصل على جائزة مواطن الإنترنت لعام 2014 من منظمة مراسلون بلا حدود.