رد حلف شمال الأطلسي "الناتو" بإجراءات مضادة على قيام روسيا بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا وشرق البحر المتوسط كرد فعل على إسقاط إحدى مقاتلاتها في الحدود التركية الأسبوع الماضي، وقرر وزراء خارجية الناتو في اجتماع عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل إرسال طائرات وسفن حربية وأنظمة دفاع جوي إلى المنطقة لحماية أمن تركيا. وفي هذا الصدد قررت بريطانيا إرسال طائرات إلى تركيا، فيما قرر كل من ألمانيا والدنمارك إرسال سفن عمليات تكتيكية إلى البحر المتوسط. ومن المقرر نشر المزيد من طائرات الناتو في قاعدة "إنجيرليك" الجوية في مدينة أضنة جنوبتركيا المفتوحة لقوات التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم"داعش" الإرهابي، ومن بين الطائرات التي ستصل طائرات رادار أواكس. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن وزراء خارجية حلف الناتو اجتمعوا في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بحجة اتخاذ المزيد من التدابير لحماية تركيا، بشأن القضايا المتصلة بالتهديد الروسي، والذي بالأساس غير موجود، ويرى الموقع أن ما يقوم به وزراء الناتو يعد نكتة سيئة، حيث إن العدوان التركي على الطائرة الروسية كان مدبرا من قبل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، كما أن التخطيط كان جيدا بشكل كبير وسط تواطئ مع واشنطن، بادعاء الدفاع عن النفس. ويشير الموقع الكندي إلى أن حلف الناتو يتدخل بشكل ملحوظ وينشر دفاعات جوية داخل تركيا، رغم أن روسيا في الوقت الراهن لا تهدد أمنه، حيث قامت واشنطن بنشر طائرات لدعم الدفاعات الجوية التركية، وحذت بريطانيا حذوها، بجانب ألمانيا والدنمارك، كا هذا من أجل استفزاز روسيا، موضحا أن الحلف قبل اسقاط الطائرة كان يتبع نهجا استفزازيا. ويلفت الموقع إلى أن تركيا بالفعل لديها واحد من أقوى الجيوش في العالم، وهي تشن حربا ضد الأكراد في المنطقة، وتدخل المجال الجوي السوري والعراقي، ولكن من أجل دعم تنظيم داعش الإرهابي، مما يوضح كذب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بشأن مكافحة الإرهاب. ويرى الموقع أن دعم الولاياتالمتحدة والناتو لتركيا قد يزيد من فرص المواجهة المباشرة مع روسيا، وهذا ما تريده واشنطن، كما أن "أردوغان" تبع الخطة التي وضعتها الولاياتالمتحدة بتهور، مما يهدد بشكل خطير أمن تركيا، وسيتم نشر بطاريات صواريخ جديدة على الحدود السورية إلى جانب بطاريات صواريخ باتريوت الإسبانية الموجودة في أضنة. وكان الناتو نشر صواريخ باتريوت في كل من المدن الحدودية أضنة وكهرمان مراش وغازي عنتب في الأول من يناير 2013 تحسبا للتهديدات الصاروخية المحتملة من سوريا، إلا أن الولاياتالمتحدةوألمانيا سحبتا بطارياتهما الصاروخية بالرغم من التواجد الروسي في الحدود السورية في شهر أكتوبر الماضي وطلب تركيا بعدم سحبها. وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسى "يانس شتولتنبرج" في كلمة له عقب الاجتماع أنهم في انتظار تعهدات مشابهة من الحلفاء الآخرين، مشيرا إلى أن الدعم الذي سيقدم سيتضح في غضون أسابيع قليلة.