ما بين ليلة وضحاها تحولت المدينة التي تعج دائمًا بالسياح من الداخل والخارج، إلى مدينة شبه مهجورة تبحث عن زوارها الأجانب الخائفين من أن تطأ أرجلهم تلك المدينة التي أسقط بها مسلحون طائرة تحمل سائحين وسقوطها في منطقة وسط سيناء منفجرة مما أدى لوفاة كل من كان على متنها . وخلال الفترة الحالية لا يزور شرم الشيخ سوى المصريين، الذين ينتظرون تلك الأيام لزيارة مدينة عنوانها الفنادق الفخمة والمطاعم الراقية ومراكز التسوق والقرى الضخمة باهظة الثمن، فحتى نهاية الشهر الماضي لم تكن تخلو شرم الشيخ من السياح الأجانب التي كانت المدينة قبلتهم الوحيدة حيث الشمس الساطعة والمياه الدافئة . وجاء حادث سقوط الطائرة الروسية التي وقعت بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ليغير معالم الخريطة السياحية في المدينة التي كانت تعج بالزوار الأجانب، الذين يأتون إلى محافظة جنوبسيناء وخاصة إلى شرم التي باتت لا يزورها اليوم سوى المصريين . وتوقع عدد كبير من العاملين بقطاع السياحة ضرب الموسم السياحي بمحافظة جنوبسيناء وخاصة بشرم الشيخ، عقب تداعيات قرار روسيا بحظر رحلاتها الجوية إلى مصر، وهو ما تم بالفعل مع حظر عدد من الدول لرعاياها بالسفر إلى سيناء . وأوضح محمود السيد عامل في القطاع السياحي، أن قرار إجلاء السائحين تسبب في خسائر فادحة للقطاع السياحي، خاصة مدينة شرم الشيخ التي يأتيها كل عام أكثر من نصف زائريها من روسيا التي تعتبر أكثر الشعوب حبًا لشرم الشيخ وجوها، بالإضافة لآلاف الأجانب الذين يعشقون هواء شرم ومياهها الدافئة . بينما قال أحد ملاك الفنادق: إن عدد المقيمين في فندقه 50 سائحًا فقط، رغم أن الفندق صمم لاستيعاب 1000، كما أن القوارب التي كانت تقل في السابق أعدادًا من السياح من أجل رياضة الغطس باتت راسية في الميناء . ووقع يوم 31 من الشهر الماضي حادث سقوط وتحطم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء، ما دفع روسيا لحظر رحلاتها الجوية إلى مصر ومنها، كما أعلنت بريطانيا وهولندا وإيرلندا تعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، فيما أوصت سلطات فرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى سياحها بالامتناع عن زيارة هذا المنتجع المصري، مع إعلانها نية إعادة السياح المتواجدين في مصر إلى أوطانهم .