"تعلمت مهنة الصيد وعمرى 10 سنوات، والرزق بيد ربنا".. هكذا بدأ الشاب السويفى أحمد غريب فرحان حديثه ل "البديل". فرحان من مواليد 1984، ولم تسمح له الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالالتحاق بمراحل التعليم الأساسية، إلا أنه يقوم ب "فك الخط والقراءة"، بحسب تعبيره، ولم يجد لنفسه عملاً مناسبًا سوى مهنته التى أحبها منذ الصغر، وما زال مستمرًّا فيها. الشاب السويفى يصحو مبكرًا؛ ليسترزق من خير نهر النيل، ويعود مساءً إلى أسرته، بعدما يبيع صيده لبعض التجار بمدينة بنى سويف الجديدة. "شباك – سنارة – جوابى (أسلاك) – فل – حبال شبح – رصاص – خيط"، هذه هي الأدوات التي يستعملها فرحان لتصنيع شبكة الصيد، والتى تتراوح أسعارها ما بين 300 و450 جنيهًا. وأوضح "نفرد الغزل (الشبكة) في المياه، ثم نسير بالقوارب لبعض المسافات، ويتم شد الشبكة، وفى النهاية نقوم بتجميع الأسماك التي تصيده الشبكة. وتتراوح أسعار كيلو السمك المستخرج من النيل والذى يتم بيعه لبعض التجار ما بين 3 و20 جنيهًا للكيلو. وأكثر أنواع الأسماك التى يتم صيدها: البلطى، البياض، القراميط. وعن المشاكل التي تواجه الصيادين يقول فرحان "نواجه مشاكل عديدة من أهمها عدم قيام "الثروة السمكية" باستزراع السمك بمياه النيل، بجانب أن مسئولى الهيئة قاموا باستزراع الاستاكوزا، للقضاء على الحشائش الموجودة بنهر النيل، ولكنها للأسف ساعدت فى القضاء على الثروة السمكية". وأضاف "ظروف الصيادين معدمة تمامًا، وأدوات الصيد غالية، كما أننا ندفع مبالغ كبيرة كتأمينات وضرائب وتسديد مصروفات رخصة القارب، وكل هذا عبء ثقيل علينا". وناشد الشاب السويفى مسئولى الحكومة إعادة النظر فى قرار استزراع الاستاكوزا وتخفيف العبء المالى على الصياد وأسرته. من جانبه قال بكرى أبو الحسن، شيخ الصيادين، إن هيئة الثروة السمكية كانت تلقي قديمًا زريعة الأسماك بمياه نهر النيل والبحيرات والترع، ولكنها توقفت للأسف فى الوقت الحالى، رغم أهمية هذا الدور فى زيادة الثروة السمكية بمصر. وتابع أن "المسئولين تغاضوا عن ذلك، بالإضافة إلى أنهم لم يفعلوا شيئًا تجاه الاستاكوزا، وهى حيوان بحرى يتغذى على الأسماك الصغيرة". واختتم بقوله "يجب على الدولة أن تستمع لجميع الصيادين لمعرفة مشاكلهم والتى أغلبها منحصر فى الاهتمام بزيادة الثروة السمكية ومواجهة انتشار التماسيح ببحيرة ناصر، التى تلتهم ما يقرب من 20% من إجمالى الثروة السمكية.