تتعرض البلاد لموجة شديدة من الطقس السيئ خلال هذه الفترة، أقوى بكثير من المتوقع من خلال جداول النوات، حيث تتكاثر السحب الممطرة على محافظات الجمهورية، وخصوصًا المحافظات الشمالية والشرقية، والتي تصل غزارة الأمطار فيها إلى حد السيول، والسحب الرعدية في سيناء، وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد. وتعرف هذه النوة بنوة رياح "الصليبة"، وهي من نوات البحر المتوسط، وكذلك نوة الوسم (المساك) من نوات البحر الأحمر، والتي جاءت مبكرة عن ميعادها بحوالى 5 أيام، وهي قوية وممطرة بنسبة حدوث أعلى من المتوقع فى جداول النوات، مع انخفاض فى درجات الحرارة أقل من معدلها بالنسبة للحرارة العظمى وفى المعدل بالنسبة للحرارة الصغرى. ومن جانبه أكد الدكتور أيمن فريد أبو حديد، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة ووزير الزراعة الأسبق، أن التقلبات المناخية ستستمر حتى الأسبوع الأول من نوفمبر 2015، مما سيؤثر بشكل سلبي على الأنشطة الزراعية وبعض المحاصيل المزروعة، وأهم هذه التأثيرات الأضرار التى تحدثها "كرات الثلج" على الأجزاء النباتية المختلفة وكذلك على الأغطية البلاستيكية للأنفاق والصوب الزراعية. وأوضح أبو حديد أن مصر من أكثر الدول تأثراً بتغير المناخ، خاصة فيما يتعلق بتهديدات ارتفاع منسوب سطح البحر على دلتا نهر النيل، وتتعرض الجمهورية لموجات متتالية من الطقس السيئ خلال هذه الفترات، مع زيادة قوة حدوث وتكرار الظواهر المناخية الأكثر حدة؛ كنتيجة مباشرة لتغير المناخ، مشيرًا إلى أن ما كان متوقعًا خلال ال 20 عاماً القادمة بدأ فعليًّا فى الحدوث؛ نتيجة التسارع الكبير فى التقلبات المناخية كجزء من تغير المناخ المتوقع حدوثه بمصر، لافتًا إلى أن مصر من أكثر الدول التى سوف تتأثر سلبيًّا بهذه الظاهرة؛ وذلك لعدة أسباب، أهمها وقوعها فى نطاق يتميز بارتفاع درجة الحرارة، والتغيرات المناخية المستقبلية التي سوف تؤدى إلى سوء الأحوال الجوية أكثر، بجانب ضعف إمكانياتنا المادية التي تقف عائقًا أمام مواجهة هذه المشكلة. وأوضح أبو الحديد أن توفير معلومات المناخ بما فيها التنبؤات الجوية قصيرة المدى والموسمية من أهم الأدوات التى تمكننا من وضع تصور عملى للحد من هذه الظواهر الشديدة التأثير على قطاعات الزراعة المختلفة، ومن هنا تأتي أهمية مركز معلومات تغير المناخ التابع لوزارة الزراعة، والذى من شأنه وضع التوصيات الفنية الخاصة بتخفيف تأثير التقلبات الجوية الشديدة على قطاع الزراعة والحد منها، بالإضافة إلى دراسة الاستراتيجيات القصيرة والطويلة الأجل المتعلقة بالتكيف مع التغيرات المناخية، والتوصيات الفنية الخاصة بالإدارة المتكاملة بين المناخ والعوامل البيئية الأخرى؛ للمحافظة على هذه الموارد البيئية واستدامتها، ودمج استراتيجيات الأقلمة للتغيرات المناخية مع خطط الدولة. مشيرًا إلى أن من أهم المعوقات التي تواجه تنفيذ تقييم الأثر على القطاع الزراعي توفير وتدقيق المعلومات، بالإضافة إلى كونهالعائق الأكثر أهمية لتعامل مصر مع قضية الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه قضايا التغير المناخي، حيث تعتبر مصر واحدة من الدول التي وقعت على بروتوكول كيوتو، ومن ضمن التزماتها أنها المسؤولة عن تنفيذ دراسة استقصائية عن غازات الاحتباس الحراري الناشئة من مختلف القطاعات. وتابع أن "المركز يقوم بتجميع بيانات الأرصاد الجوية الزراعية اليومية والشهرية لعدد كبير من السنوات (بيانات تاريخية)، وتجميع الدراسات الخاصة بتأثير التغيرات المناخية المستقبلية على قطاع الزراعة وكيفية مواجهة الآثار السلبية الناجمة عنها، وبناء على تلك المعلومات فإنه من الضروري تخصيص مرشد مناخى زراعى؛ لرصد ومتابعة تأثير العوامل الجوية (خاصة الموجات العنيفة) على حالة النبات النامى فى المناطق المناخية المختلفة على مستوى الجمهورية، وكذلك متابعة تأثير هذه الموجات على الإنتاجيه وصافى الدخل المَزْرَعِىّوصافى الدخل من وحدة المياه المستهلكة، وعمل نشرة مناخية زراعية توضح تأثير المناخ اليومي على إنتاجية المحاصيل الرئيسية ، وكذا أفضل ميعاد لزراعة كل محصول منها فى المناطق المختلفة، وعمل نشرات إرشادية توضح تأثير العوامل الجوية على انتشار بعض الأمراض والحشرات، وعمل نشرات إرشادية توضح عدد ساعات البرودة اللازمة لأشجار الحلويات؛ لكسر طور السكون وكيفية حسابه، وبعض الإرشادات للمزارع فى حالة عدم اكتمالها، وعمل نشرات إرشادية خاصة بمشاكل الصقيع وكيف يمكن تفاديه.