ترجمة: شيماء محمد «خاتم الزواج» أول من استخدمه المصريين القدماء، وقد اختار الفراعنة الخاتم الدائري على وجه التحديد؛ لأن الدائرة تعني الأبدية والخلود في الإعتقاد المصري القديم، واختلف تقليد ارتداء خاتم الزواج على مر العصور من مجتمع إلى أخر بحسب إختلاف المكان والزمان، ويعتبر ممارسته من أقدم العادات الزوجية في العالم. مصر القديمة: خاتم الابدية يقال أن المصريين القدماء أول من استخدم الخواتم في حفل الزفاف، وكانت الخواتم مصنوعة من أوراق نبات القنب أو القصب على شكل دائرة- رمز الخلود، حيث يمثل الفراغ في وسط الخاتم البوابة المؤدية إلى الحياة المستقبلية "ما بعد الموت". واعتقد المصريون القدماء أن هناك وريدًا فى الإصبع الرابع من اليد اليسرى (البنصر) يصل مباشرة إلى القلب، لذلك يقوم الرجل بوضع خاتم الزواج على إصبع زوجته كدليل على الثقة المتبادله بين الزوجين. بعد ذلك، تغيرت صناعة خاتم الزواج من اوراق النباتات إلى استخدام العظام والجلود والعاج، كما استخدام مواد أخرى أكثر تكلفة، واصبحت قيمة الخاتم تمثل درجة ثراء العريس ومدى حبه. روما القديمة: شراء العروس في روما يقوم العريس بتقديم الخاتم لوالد العروس، ويعتبر بمثابة رمزًا لشراء العروس، وبحلول القرن الثاني قبل الميلاد، كان يتم إعطاء العروسة نفسها خاتم من الذهب الثمين كرمز على ثقة العريس بها في الحفاظ على ممتلكاته. وكانت العروس ترتدي الخاتم في الأماكن العامة فقط، وفي المنزل ترتدي خاتم خطوبة من الحديد منقوش بشكل مفتاح صغير، للإشارة إلى القوة والسيطرة على ممتلكات العريس التي يتم حفظها وفقا لحسن تصرفها. وكان الإغريق والرومان يرتدون خواتم الزفاف في الإصبع الرابع من اليد اليسرى اعتقادًا منهم أيضًا باتصال وريد هذا الأصبع بالقلب. ويعتبر الرومان أول من نقش خواتم الزفاف، وكان أول إنتاج لخاتم "كلادا" في القرن السابع عشر في إيرلندا على الرغم من أن تاريخ التصميم للعناصر المكونة له تعود إلى أواخر العصر الروماني، وتصور خواتم "كلادا" المميزة أيدي تمسك قلب يعلوه تاج، وتعود إلى العصر الروماني ومصمم ليرمز إلى الصداقة والحب. العصور الوسطى: عقد مشروط لم يستخدم المسيحيين الخاتم في مراسم الزواج، حيث كان يتم اعتباره تقليد وثني من قبل الكنيسة، ولكن هذا الأمر تغير بعد أن بدأت الكنيسة أداء مراسم الزواج الرسمي. لم يكن الزواج في تلك الفترة بالضرورة جمع زوجين عاشقين، ولكن كان بمثابة عقد بين أسرتين ووسيلة للتأمين الاقتصادي للزوجين، حتى أن الخواتم في بعض الأحيان كانت تعطى بشروط، مثل خواتم الزفاف التقليدية في شرق آسيا كان تعتبر بمثابة "عقد قانوني"، وكان الخاتم في تلك الفترة مكون من قطع مختلفة وتنكسر تلك القطع عند إزالته من الإصبع، وبالتالي يعرف الزوج إذا قامت الزوجة بخلعه في غيابه. عصر النهضة ظهرت خواتم الزواج المعروفة باسم "Gimmel"، وهو نوع من الخواتم ذات القطع المتعددة المكملة لبعضها، صنعت من شريطين متشابكين واحدة للعروس واخرى للعريس، ويتم ربط الجزئين في حفل الزفاف، ثم ترتديه الزوجة بعد ذلك، لإشارة إلى عاشقان قد أصبحا واحدًا، وقيل إن هذه الخواتم أتت من التقاليد القديمة في الشرق الأوسط. وخلال هذه الحقبة كان يتم ارتداء خواتم الزواج في أصابع مختلفة، بما في ذلك الإبهام أو الإصبع الأوسط في أي يد، وفي مراسم الزواج يتم ارتداء الخاتم في أحد اليدين قبل الزفاف ويتم نقله إلى الاخرى خلال الحفل. العصر الفيكتوري في العصر الفيكتوري في أوروبا وأمريكا، أصبحت الخواتم أكثر سخاءا ومزخرفة للغاية، وأدرج الذهب والأحجار الكريمة، مثل الياقوت وتوباز والجمشت واللؤلؤ، وأصبح من الشائع أن يكون خاتم الزواج مصمم على شكل ثعبان، مثل خاتم خطوبة الملكة فيكتوريا، حيث كانت الثعابين، مثل الدائرة الملفوفة، وتعنى رمزًا الخلود. خاتم الرجال يعد رمزًا قديمًا للإلتزام والتعهد بالولاء على مر العصور، وسوف يظل بلا شك تعهد بالحب والوفاء، خلال الأربعينيات لم تكن خواتم الزواج للرجال شعبية في العالم الغربي، فقد تم ارتداؤها أثناء الحرب لإظهار الإلتزام بالعلاقة الزوجية، بينما بعد الحرب العالمية الثانية، ساد هذا التقليد وأصبحت خواتم الزواج للرجال الآن شائعة مثل خواتم المرأة.
