دائمًا ما ينتفض الشباب في الجامعات غضبًا في وجه الكيان الصهيوني المغتصب وفي وجه التهويد الممارس بحق المسجد الأقصى المبارك، فتاريخ الحركة الطلابية في مصر يشير إلى الوقوف دائمًا في وجه العدوان، ومناصرة الشعب الفلسطيني، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات؛ لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد ممارسات الكيان الصهيوني المغتصب، إلا أن الأوضاع تزداد سوءًا في فلسطين في الوقت الحالي، والجميع أعلن عن بدء شرارة الانتفاضة الثالثة بها، وسط هدوء تام من الحركات الطلابية في الأوساط الجامعية. الحراك الطلابي في الانتفاضتين الأولى والثانية حين اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في 8 ديسمبر 1987، في مخيم جباليا بقطاع غزة، ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين، وسُمِّيت بانتفاضة الحجارة؛ لأنها كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة، نظمت الحركات الطلابية في الجامعات المصرية سلسلة من الوقفات الاحتجاجية داخل الجامعات، تدعو للتضامن مع الأقصى، فيما دعت الحركات الطلابية وقتها إلى الخروج بمسيرة حاشدة من جامعة القاهرة إلى كوبري الجامعة؛ للتنديد بالكيان الصهيوني واعتداءاته، وذلك بالقرب من السفارة الإسرائيلية، وتجمع الطلاب استعدادًا للخروج في المسيرة، إلا أن الأمن المركزي كان قد أعد عدته، وطوق الطلاب، ومنعهم من الخروج. ولم يتوقف النضال الطلابي في وقتها رغم منع التظاهرة، بل استمرت العديد من الوقفات داخل الجامعات التي تندد بممارسات الاحتلال الصهيوني. وأصدر وقتها الاتحاد الطلابي لجامعات مصر بيانًا يطالب فيه السلطات المصرية بدعم الجانب الفلسطيني وطرد السفير الإسرائيلي من مصر؛ احتجاجًا على رفض الأوضاع. وهدأت الأوضاع، ثم عادت لتشتعل يوم 28 سبتمبر 2000 بالانتفاضة الثانية، التي سميت بانتفاضة الأقصى، بسبب قيام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون، باقتحام المسجد الأقصى والتجوال في ساحاته، وقال في ذلك الوقت إن الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز المصلين الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين وجنود الجيش الإسرائيلي في ساحات الأقصى، وقتل 7 فلسطينيين، وجُرح 250، وأُصيب 13 جنديًّا إسرائيليًّا. واشتعلت الجامعات غضبًا، خاصة بعد مقتل الطفل محمد درة، الذي كان بمثابة القشة التي أشعلت الانتفاضة الثانية، وكان الطلاب في جامعات مصر يخرجون يوميًّا من أجل التضامن مع فلسطين. وكان أكبر حراك طلابي في ذلك الوقت هو المسيرة التي خرجت من أمام كلية الهندسة بجامعة القاهرة إلى السفارة الإسرائيلية وسط حراسة أكثر من 15 سيارة أمن مركزى وسيارات الدفاع المدنى والمطافئ، وأحرق الطلاب وقتها العلم الإسرائيلى، ورفعوا العلم الفلسطينى، ونادوا بالتبرع للفلسطينيين فى نقابة الأطباء بقصر العينى. ورددوا هتافات "يا حكامنا ساكتين ليه؟ بعد الأقصى فاضل إيه؟ يا حكامنا ليه ساكتين؟ فين أحفاد صلاح الدين؟، والأقصى مسجدنا لا هيكلهم، وماتش الكورة قوِّم دولة، لكن الأقصى نبيعه مُقاولة"، ورفعوا لافتات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى". ولم يتوقف نضال الحركة الطلابية عند ذلك الحد، ففي مارس عام 2010 أطلق طلاب الإخوان والتيارات السياسية شرارة الغضب فى 10 جامعات مصرية، بسبب اقتحام المسجد الأقصى وإعلان ضم الحرم الإبراهيمى وباحات المسجد، حيث نظموا مظاهرات حاشدة، انضم إليها مئات الطلاب والطالبات بالجامعات، احتجاجاً على الانتهاكات المستمرة واقتحام باحات المسجد ألأقصى، وإعلان ضم الحرم الإبراهيمى للآثار اليهودية، وأيضاً إعلان قادة إسرائيل عن هدمهم للمسجد الأقصى يوم 16 مارس. الحراك الطلابي تخمده القرارات القمعية وتفكك الطلاب وعلى الرغم من أن تاريخ الحركة الطلابية يشهد لها بالنضال في سبيل الأقصى، إلا أنه ومع اشتعال الأوضاع في فلسطين وبداية شرارة الانتفاضة الثالثة، لم تشهد الحركات الطلابية اي تحرك ملحوظ في سبيل نصرة القضية الفلسطينية، نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة التي استبقت بها السلطات المصرية العام الجامعي الحالي، والتي كشفت عن وصول العلاقة بين السلطة والطلاب لقمة توترها في نهاية العام الجامعي الماضي، حيث منعت السلطات الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات، وجعلت عقابها وقتها حرمان الطالب من أداء امتحان هذا العام، فخيم الصمت على الجامعات رغم ما يحدث في القدس. لذا من الطبيعي أن تشهد الجامعات المصرية في الآونة الأخيرة حالة من الهدوء التام. وقال الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الصمت الطلابي في الوقت الحالي عما يحدث في الأقصى جاء نتيجة الأوضاع التي تعيشها مصر في الداخل، فكيف لمواطن المصري أن يتظاهر وهناك تعليمات مشددة بأن التظاهر عقوبته الفصل النهائي من الجامعة؟! وتابع سلمان أن الحركة الطلابية بدأت تنطفئ أيضًا لتشتتها بين الأحزاب، فأصبح هناك طلاب للإخوان المسلمين، وآخرون لأحزاب سياسية، وفقد الطلاب توحدهم، متسائلاً: يتظاهر الطلاب لنصرة القدس وهم تحت هذه الإجراءات القمعية التي اتخذها وزير التعليم العالي السابق والحالي وتفكك الحراك الطلابي؟ ومن جانبه أدان محمود شلبي، الأمين العام لحركة طلاب مصر القوية، ما يحدث من انتهاكات وأعمال إجرامية من الكيان الصهيوني تجاه الحرم القدسي الشريف وأهالينا فى فلسطين. واستنكر شلبي الصمت غير المبرر لجامعة الدول العربية التى لم تدعُ حتى لجلسة طارئة إلا بعد طلب رسمي من دولة فلسطين، مؤكداً دعم الحركة الطلابية الوطنية للمقاومة الفلسطينية الباسلة فى وجه الاحتلال.