دارت حرب كلامية بين قيادات حزب النور السلفى ورجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، قبيل انطلاق المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يومي 17 و18 أكتوبر الجاري للمصريين المقيمين في الخارج، ويومي 18 و19 للمقيمين في الداخل. هاجم نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، "ساويرس" في مؤتمر له بالأمس فى محافظة الإسكندرية، قائلًا «صحف يقف خلفها رجال أعمال متهربين من الضرائب ب14 مليار جنيه، ونازلين منافسين أمام الحزب، ايه اللي مفروض يعمله الجورنال.. الراجل بتاعه نازل الانتخابات وهو متهرب من الضرائب وسب الدين للناس على الهواء وكل استثمارته خارج مصر». وأضاف "بكار": «بنعمل مؤتمرات في كل محافظات مصر فيتقال علينا بنستعرض قوتنا وبنحشد، يعني عشان هما فاشلين بيجيبوا الناس فى المؤتمرات بالفلوس والناس اللى بتجبهم بتكلموا على المنصات شبعوا فساد وفلوس من البلد مش عارفين يطلعوا كلمتين صح عشان كده مضايقين مننا». وأضاف: «عارفين الحزب بتاع رجل الأعمال الفاسد المتهرب من الضرائب له إعلانات على المحور والدائري بأكثر من 100 مليون ومحدش بيسأل عن سقف الدعايا والمنافسه العادلة، وجريدة اليوم السابع تهاجم حزب النور على الصفحة الأولى لها وفى نفس الصفحة إعلان لحزب المصريين الأحرار وده يحتاج تفسير» كانت كلمة نادر بكار بمثابة إشارة البدء لجميع أعضاء حزب النور والدعوة السلفية للحاق به، حيث قال سعيد عبد الفتاح، عضو الدعوة السلفية، إن ساويرس مؤجج الفتنة الطائفية ورأس الحربة فيها، يشتري الذمم والعقول، فضلا عن الصحافة والإعلام، وتابع ساخرا: «أرجو من الأخوة في حزب النور عدم نشر هذا المقطع من الفيديو للدكتور نادر بكار وهو يرد على رجل الأعمال الفاشل المتهرب من الضرائب نجيب ساويرس، كي لا يشاهده فيموت بالسكتة القلبية، فيكون قتل خطأ». وامتد الهجوم إلى اللجان الإلكترونية للحزب، فنشرت صفحات حزب النور غير الرسمية وأعضاء الحزب والدعوة، مقالًا بعنوان "مستر ساويرس.. ملياردير ولكن"، وجاء فيه: "يسعى ساويرس لإحداث ثورة فى عالم الأخلاق محاولاً فرض ثقافته العفنة على تقاليد وأعراف المجتمع الطيبة، فمن المتفق عليه عند عموم الشعب المصرى أن الحشمة والحياء أحد أهم صفات المرأة السوية، ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا طبقة محدودة من الشعب، حتى اتباع الديانة المسيحية قد ناشدهم الأنبا بيشوى بأن يلتزموا بملابس الحشمة التى كانت ترتديها السيدة العذراء، ونصحهم أن يقتدوا بالمسلمات فى هذا الشأن". وتابع المقال: "يعد ساويرس أحد رموز نظام مبارك البائد، وقد بكاه على الهواء ورفض رحيله من منصبه وقد كان صديقا شخصياً لجمال مبارك، وفى لقاء تليفزيونى مع المذيع الأمريكى شارلى روز قال: أنا أؤيد حسنى مبارك لأنه رجل عاقل جدا وفعل الكثير من أجل الوطن وهو يفعل دائما الصواب.. أؤيد مبارك لأنه أنشأ علاقات جيدة بإسرائيل ولأنه ساند الغزو الأمريكى للعراق". واستطرد: فى لقاء على «أون. تى. فى» مع المذيعة ريم ماجد يرفض رحيل مبارك ويتساءل: كيف يحنث قادة الجيش باليمين التى أقسموها أمام مبارك ويوافقون على رحيله؟ ويؤكد «ساويرس» أن مؤيدى مبارك فى ميدان مصطفى محمود ليسوا مأجورين، كما يؤكد أن شباب التحرير لايمثلون الشعب المصرى أبداً، وأنه لا يوافق أبداً على رحيل مبارك بعد كل الذى قدمه من أجل مصر ثم يسخر من شباب التحرير قائلا: «خليكو قاعدين»، إلا أنه فور قيام الثورة ظهر كأنه أحد أبطالها، وحاول أن يسرق مكتسباتها ويتصدر المشهد فى الأحداث المفصلية التى تلتها. وأردف: بعد وصول الإخوان إلى السلطة قام بالتصالح معهم على دفع الضرائب ثم شارك فى أحداث 30 يونيو على اعتبار أنه أحد رموزها، وهو الآن يشارك فى الانتخابات البرلمانية بكل قوة، عن طريق حزب المصريين الأحرار وعن طريق تواجده بقائمة فى حب مصر. وفي المقابل، تفرغ "ساويرس" والإعلاميون الذين يعملون لديه في محطة "اون تي في" بالرد على حزب النور، فقال يوسف الحسيني أمس، عبر برنامجه "السادة المحترمون": "المسيحيون الموجودون على قوائم النور، أعلنوا انسحابكم من القوائم، هذا الانسحاب يضربها في مقتل، احترامًا لدينكم وأبناء وطنكم، أنتم لستم كمالة عدد، عيب استمراركم، نربأ بكم أن تستمروا". كما أعطى خالد تليمة وقتا من برنامجه الصباحي على القناة، اليوم الاثنين، للهجوم على الحزب، متهما قيادات النور بالتسبب في مقتل القيادي الشيعي حسن شحاتة، وتهييج الرأي العام ضده، بالإضافة إلى اضطهاد المسيحيين ، نظرًا لأنه حزب طائفي ديني لا يعترف بالآخر. وسخر "تليمة" من منتقبات حزب النور في مؤتمرهم النسائي الأخير، قائلًا: "هذا المشهد للنساء الحزب كفيل بحل الحزب نظرًا لأنه لا يعطي الحق للمرأة التي يقولون عنها "سافرة" بالانضمام إليهم. واستمر السجال، حيث قال نادر الصيرفي، المرشح المسيحي على قوائم النور، ردًا على "الحسيني" وطلبه منهم الانسحاب من الحزب قائلًا: انسحابنا من الحزب لن يوثر في قوه حزب النور، فواحد فقط من الحزب كفيلا أن يقوم بملحمة وطنية داخل البرلمان، وأذكرك بالدور التاريخي الذي قام به الدكتور محمد إبراهيم منصور في لجنة الخمسين، فأنت لا تضرب حزب النور في مقتل بل الديمقراطية، وتظهر في صوره مدعي الحق وباطنك مكشوف للجميع. وأضاف "الصيرفي": أنت تنفذ بدقه أجندة معلومة لصالح تيار بعينه غيبك عن الواقع ومصلحة المواطن البسيط وجانبك عن الحق والصواب، ألهذا القدر تقشعرون من حزب النور، أم يقلككم نموذج المواطنة الذي قدمناه؟.. لو كان الحزب قد رفض انضمامنا إليه فسيكون موضع انتقادكم الحاد، فهل من المنطق إنزال نفس الحكم علي واقعتين متضادتين؟.