في ظل الصراع الذي يشهده الشارع المصري بين جميع المرشحين لمجلس النواب المقبل، وما تمثله هذه المرحلة من أهمية بالنسبة للكثير خاصة النظام والحكومة، كان على المسئولين ايجاد حلولا لتوعية المواطن بأهمية البرلمان المقبل وكيفية الانتخاب خاصة بعدما لجأ المرشحون إلى التسويق والدعاية بالطرق غير المباشرة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا كان قد عرض محمد ناصف، رئيس هيئة قصور الثقافة، على الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، بعض الخطوط العريضة لأنشطة الهيئة ومنها البدء بألف قافلة توعوية، تبدأ ب120 قافلة بهدف التوعية للانتخابات القادمة خاصة في قرى صعيد مصر، وتدبير ميزانياتها ذاتيًا من الهيئة. تهدف تلك القوافل إلى توضيح كيفية اختيار مرشح البرلمان، وكيفية التصويت بطريقة صحيحة، والإسهام في تنمية المجتمع والتقدم به نحو غد أفضل، وتشمل العديد من المحاضرات التثقيفية والتوعوية، وأمسيات شعرية، وعروض فنية مختلفة، وورش فنون تشكيلية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ستغير هذه القواقل شيء مما يعانيه أهالي الصعيد من جهل، بعدما اعتاد المرشحين استغلال الناخبين وجهلهم وعدم ثقافتهم كما حدث أثناء فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، وبماذا سيرد الناخب الفقير على من يأتي له بحصص تموينية وأنابيب البوتاجاز والمواد الغذائية، لذا انصب تركيزنا على محافظات وقرى الصعيد. «ستشمل محاضرات لتوعية الناخبين بكيفية الإدلاء بأصواتهم وتجنب أي ممارسات تبطل أصواتهم، بجانب تنظيم ورش فنية وعروض مسرحية توعوية وأمسيات شعرية ومسابقات معلوماتية» هكذا تحدثت نجوى أحمد، مدير قصر ثقافة أسوان، عن القوافل التي يتم تنظيما الآن بالمحافظة والتي تنتهي في 13 أكتوبر الحالي. بالحديث عن تخوف البعض من تأثير المحاضرين على المواطنين والترغيب والدعاية لأشخاص أو قوائم بعينها من خلال هذه القوافل قالت مدير قصر ثقافة أسوان، «نسعى إلى اختيار محاضرين ليس لديهم أي اتجاهات سياسية أو حزبية لتحقيق الحيادية والنزاهة بعدم استغلال هذه القوافل لصالح أي مرشح أو قائمة أو حزب» مشيرة إلى أنه سوف يتم نشر هذه القوافل بجمعية السيدة زينب بالسيل الجديد وقريتي الكسارة وغرب أسوان، وأيضاً قرى نصر النوبة وكلابشة. الجميع تحدث على القوافل بشكلها العام حيث يقول فضل الله هاشم، مدير فرع ثقافة الأقصر، إن إقليم جنوب الصعيد الثقافي أقام برئاسة الباحث سعد فاروق، قوافل توعية عن أهمية الإنتخابات البرلمانية بالمواقع الثقافية المختلفة التابعة للفرع، لمعالجة كيفية اختيار المرشح البرلماني والمشاركة السياسية في البرلمان وكيفية تمثيل الشعب، لترسيخ ثقافة اختيار النواب المؤهلين الذين يمثلون جميع أفراد وفئات الشعب لإنتاج برلمان قوى يتصدى لمشكلات الحياة اليومية ويتصدي للفساد، موضحا أن قوافل التوعية بالبرلمان ستشمل أمسيات شعرية وورش فنون تشكيلية. بالانتقال إلى محافظة العلماء سوهاجمسقط رأس المفكر رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد صديق المنشاوي، وغيرهم من العلماء، يقول خالد إسماعيل، مدير عام فرع ثقافة سوهاج، إن هذه القوافل سيتم إقامتها فى مراكز البلينا والمراغة وطما وطهطا والمنشاة، وتهدف إلى تنمية روح الانتماء والمواطنة وشعور الفرد بأنه جزء من هذا الوطن، وضرورة المشاركة الفعالة في هذه الانتخابات. تحت شعار «شارك.. دقق.. اختار» تهدف تلك القوافل إلى توضيح كيفية اختيار مرشح البرلمان، وكيفية الإدلاء بأصواتنا بطريقة صحيحة، والإسهام في تنمية المجتمع والتقدم به نحو غد أفضل، من خلال المحاضرات التثقيفية والتوعوية، وأمسيات شعرية، هكذا أكمل «اسماعيل» حديثه الذي أشاد فيه بالمحافظة ومدنها مثل مدينة جرجا التي اشتهرت بالعلم والتجارة، ومدينة طما التى ينتمى اليها شيخ الازهر السابق محمد سيد طنطاوى، ومدينة المنشاة التى ولد بها الشيخ صديق المنشاوى ووزير الثقافه الأسبق محمد عبد الحميد رضوان. «شارك علشان بكره دقق واختار» شعار رفعه فرع ثقافة محافظة المنيا التابع لإقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة الدكتورة فوزية أبو النجا، التي قالت إن الهيئة تسعى لتثقيف المواطنين وتوعيتهم سياسيا بضرورة الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية 2015، وأهمية التدقيق في اختياراتهم إضافة إلي تعريفهم بكيفية التصويت بطريقة صحيحة لكي لا تبطل أصواتهم وذلك بتوجيهات الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة، وتتضمن كل قافلة محاضر وشاعر وفنان تشكيلي وتخت موسيقي عربية. بالانتقال إلى محافظة الوادي الجديد تستعد مديرية الثقافة الجماهيرية بالمحافظة لتنظيم 5 قوافل تجوب القرى والمدن، ويقول صلاح حسان، مدير مديرية الثقافة الجماهيرية بالمحافظة، إن هذه القوافل ستنظم بمراكز الشباب، بمناطق «باريس، والخارجة، وبلاط، وموط في الداخلة» بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة. أضاف صلاح، أن القوافل الثقافية تتضمن تنظيم ندوات ومحاضرات بحضور متخصصين في العلوم السياسية والمجتمعية والقانونية عن مواصفات البرلماني القادم ودوره، وأهمية الانتخابات البرلمانية في استقرار الدولة. «الثقافة ليست حكرا على علية القوم» انتقد الكاتب حلمى النمنم، وزير الثقافة الجديد، خلال احدى لقاءاته التليفزيوينه، هذه العبارة بشدة قائلا: إن أولى مهامه هي التوعية السياسية للانتخابات البرلمانية، والعمل على زيادة القوة الناعمة في مصر، عن طريق بروز الأنشطة الثقافية المختلفة في مجالات المسرح والنشر والكتب والمتاحف، مضيفا أن الوزارة تعمل بالمثقفين؛ ولكنها موجهة لعموم المواطنين. في النهاية لم تتطرق وزارة الثقافة إلى نقطة هامة وهي مواجه العصبية القبلية من خلال قوافلها التوعوية، وقد أهملت التاريخ الطويل، الممتد منذ بداية تأسيس مجلس النواب ذاته؛ فدائمًا ما كانت العائلات الكبيرة، ومن قبلها الإقطاعيين، يقومون بدعم مرشح تابع لهم أو حتى على علاقة نسب أو مصاهرة بهم، بهدف رعاية مصالحهم بالأساس. يقول محمد حسين، منسق تحالف الأحزاب المدنية بالمنيا، ل«البديل» إن العصبية القبلية لها دور وتأثير كبير في انتخابات الصعيد طوال العقود الماضية، وذلك بسبب عدم ثقة الناخبين في العملية الانتخابية وإيمانهم المطلق بتزويرها، مؤكدًا أن العصبية القبلية كانت المحرك الرئيسي للنظام الانتخابي الفردي في القرى والمراكز، وهو ما جعل معظم عائلات الصعيد تقبل أن تعيش في ظلال النظام الواحد.