تحتاج الحرف التقليدية التراثية المصرية لدائرة ضوء تسلط عليها بدلًا من التجاهل، من أجل صونها وإحيائها وتعليمها للأجيال الجديدة، ليس فقط للحفاظ على الهوية الوطنية، بل وتعد الحرف والصناعات التقليدية إحدى مصادر الدخل المهمة، وهي صناعات تحمل كماً غنياً من الموروث والتقاليد التي تعبر عن أصالة القيم الاجتماعية وقتها، كما تعبر عن عمق الروابط بين إنسان المكان وعناصر البيئة المحلية، فرغم شح الموارد الطبيعية إلا أن الأهالي تمكنوا من ابتكار أدوات ساعدتهم على تحمل العيش في ظروف صعبة، وأضفت لمسات جمالية على تفاصيل يومياتهم مع أنها كانت تتميز بالبساطة. قطاع الفنون التشكيلية المصري، يضع اللمسات الأخيرة لانطلاق "مهرجان الحرف التقليدية الثامن"، في الساعة السابعة والنصف مساء يوم الأربعاء المقبل، بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك. يضم المهرجان مجموعة متنوعة من المنتجات الفنية التراثية والتقليدية يعرضها نخبة من فناني وكالة الغوري وعدد من الجمعيات والهيئات الأهلية المعنية بهذا المجال على مستوى الجمهورية. ويعقب الجولة الافتتاحية، عرضاً للأزياء التراثية والتقليدية وعرضاً للمنتجات الحرفية والتراثية من إنتاج الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفني. وصرح الدكتور حمدي أبو المعاطي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن "المهرجان يأتي في إطار العمل على النهوض والحفاظ على الذاكرة التراثية.. وهو مناسبة هامة لتسليط الضوء على هذه الحرف ومجالاتها وتقنياتها وفنانيها وكذلك التعريف بالجمعيات والهيئات القائمة على حمايتها من الاندثار والحفاظ عليها كتراث وطني وقومي وإنساني متفرد". وأضافت الدكتورة سلوى الشربيني، رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفن،: أن هناك ورشه عمل حية وتدريبية للحرف المختلفة (نسيج، نحاس، خيامية، وأعمال الجلود) إلى جانب ورش عمل فنية لذوى الاحتياجات الخاصة تتزامن مع فترة المهرجان الذي يستمر حتى 13/10. وفي نفس ليلة افتتاح المهرجان من مركز الجزيرة للفنون، تطلق مكتبة الإسكندرية في مصر مهرجان للحرف التقليدية يُعقد سنوياً تحت شعار "من فات قديمه تاه"، داخل أروقة بيت السناري الأثري بالعاصمة المصرية القاهرة، واختيرت السودان ضيف شرف رئيسي للمهرجان بنسخة هذا العام. وستجرى فعاليات المهرجان خلال الفترة من الثامن وحتى الثامن عشر من شهر أكتوبر المقبل، وذكرت المكتبة في بيان أن اختيار السودان ضيف شرف رئيسي للمهرجان "جاء لاستقطاب دول ذات ثقافات مختلفة لإثراء المعرفة بين شتى الأقطار، خاصة بعد حصول المهرجان على بعد دولي منذ عام 2013، حيث شاركت به دول مثل تركيا والهند والصين". ويعد المهرجان واحداً من أهم الفعاليات المعنية بالحرف التقليدية بمنطقة الشرق الأوسط. وتقام على هامشه ورش عمل تستهدف توعية الأجيال الشابة بحرف يدوية شكلت جزءاً من التراث وقاربت على الاندثار مثل صناعة الحصير والفخار والطرق على معدن النحاس. لنفس الهدف، لحماية وإنقاذ الحرف التراثية في مصر وحمايتها من الاندثار استضاف قصر الفنون بدار الأوبرا في القاهرة، في يوليو الماضي، المهرجان القومي للحرف التراثية الذي يبحث وسائل تنمية الحرف اليدوية التراثية وإلقاء الضوء حول جيل جديد من الصناع المهرة بعرض إبداعاتهم. المهرجان حمل شعار "معا لحماية الهوية" بمشاركة نحو 25 جمعية أهلية من عموم البلاد، إضافة إلى مراكز الإنتاج الفني والبحوث التراثية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، واستمر أسبوعين وشمل إقامة معرض لأعمال أكثر من 30 فنانا تشكيليا يستلهمون التراث والزخارف والعناصر التراثية "لتحقيق التفاعل بين الأصالة والحداثة" وعرضا للأزياء المستلهمة من التراث يمثل أقاليم مصر.