حرب خطابات اشتعلت في مقر الأممالمتحدة بنيويورك أثناء خطاب الرئيسين الروسي "فلاديمير بوتين" والأمريكي "باراك أوباما"، كلمات قوية وردود عنيفة ولهجه حادة استعان بها الرئيس الروسي، قابلها رضوخ أمريكي وموقف ضعيف ومتناقض وتخبط واضح، جعلت منصة الأممالمتحدة أشبه بحلبة مصارعه يترصد كل طرف فيها للأخر. أبدى الرئيس الأمريكي المزيد من اللين والمرونه بشأن الأزمة السورية، إلا أنه ظهر عليه التخبط في الأراء والقرارات، ففي الوقت الذي شن فيه "أوباما" هجوما كاسحًا على الرئيس السوري "بشار الأسد" ووصفه ب"طاغية قاتل الأطفال"، وانتقد قادة العالم الذين يؤيدونه، عاد سريعًا وأبدى رغبه قوية في التعاون مع هؤلاء القادة، حيث أعرب "اوباما" عن استعداده للعمل مع روسيا وايران بهدف التوصل الى حل للأزمة المستمرة في سوريا، وقال إن "الولاياتالمتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وايران لحل النزاع"، واعتبر الرئيس الأمريكي أنه "ينبغي أن نقر بإنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل الحرب"، مضيفًا "إن الواقعية تحتم وجود مرحلة انتقالية منظمة مع حكومة جامعة". أعرب "أوباما" أثناء حديثه على منصة الأممالمتحدة الرغبة في المزيد من التقارب مع روسيا، مبررًا العقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا والتي شكلت نقطة خلاف بين البلدين بأنها "كان هدفها حماية سيادة كييف وليس التسبب بنزاع مع موسكو"، كما أكد "اوباما" أن الولاياتالمتحدة لا تريد حربًا باردة جديدة مع روسيا بسبب الأزمة الاوكرانية، وأضاف "لا يمكننا عدم التحرك حين تنتهك سيادة ووحدة اراضي أمة بشكل فاضح"، وأضاف "لو حصل ذلك بدون تبعات في قضية اوكرانيا، فانه قد يحصل لأي دولة مجتمعة معنا هنا اليوم"، وتابع "ذلك هو اساس العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة وشركاءها على روسيا، وليس رغبة في العودة إلى الحرب الباردة". لهجة حادة ورسائل واضحة بعث بها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" من أعلى منصه الأممالمتحدة، ردًا على خطاب "أوباما" الذي سبقه، كلمة "بوتين" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة شملت العديد من القضايا إلا أن الأزمة السورية كانت لها نصيب الأسد في الخطاب، حيث قال "بوتين" بشكل واضح غير مكترس بالانتقادات الأمريكية، إن بلاده ستعزز دعمها للجيش السوري دون المشاركة في عمليات برية، وأضاف أن روسيا تدرس مسألة زيادة الدعم لأولئك الذين يقاتلون حقاً في الميدان ضد الإرهابيين، كالجيش السوري ووحدات الحماية الكردية، وأكد "بوتين" مجددًا أن بلاده تدرس كيفية مواصلة دعم الجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب، لافتًا إلى أن عملية مكافحة الإرهاب في سوريا يجب أن تسير بشكل متوازٍ مع العملية السياسية في البلاد. الرئيس الروسي كرر بوضوح أن "أوباما وهولاند ليسا مواطنين سوريين ولا يمكن أن يشاركا في تقرير مصير الشعب السوري"، وذلك تعليقًا على إصرار كل من "أوباما" ونظيره الفرنسي على رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد"، كما اتهم ضمنيًا التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بأنه لا يحارب تنظيم الإرهاب مؤكدًا أن "لا أحد يحارب الارهاب في سوريا سوى الجيش السوري والوحدات الكردية"، وقال إن بلاده لا تفكر بالمشاركة في عمليات برية في سوريا، أقله في الوقت الراهن، لكنها تفكر في كيفية تكثيف عملها مع الرئيس "الأسد" ومع شركائها في الدول الأخرى، ووصف الرئيس الروسي الاتهامات الموجهة إلى النظام السوري بأنه وراء انضمام الكثير من السوريين للجماعات التكفيرية بأنها "دعاية معادية لسوريا". على صعيد آخر أعرب "بوتين" عن أسفه لتراجع مستوى العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة إلى مستويات منخفضة جدًا، ملقيًا باللوم على الجانب الأمريكي، ومشيرًا إلى أن هذا الأمر يعتبر سيئًا، سواء لما له من انعكاسات على مستوى العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، مؤكدًا أن روسيا مستعدة دائما لتطوير العلاقات وللتقارب.