دافعت حركة مجتمع السلم الإسلامية في الجزائر عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد اتهامه من قبل رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى ب”المتاجرة بدماء الجزائريين”، عندما قال إن فرنسا قامت ب”إبادة” الجزائريين خلال فترة الاستعار الفرنسي للجزائر، في رد فعل منه على تبني فرنسا لقانون يجرم إنكار “إبادة” الأرمن. وقال رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني في مؤتمر صحفي “لا نقبل القول بأن أردوغان يتاجر بدماء الجزائريين” وأضاف “نحن لدينا قضية تاريخية هي أن الاستعمار حصد من أبناء الجزائر 5,5 مليون منهم 1,5 مليون خلال حرب الاستقلال (1954-1962)، وعندما يتكلم أحد عن قضيتك ترحب بذلك وتقول له شكرا، ولا تقول له أنت تتاجر بدمائي”. وجاء كلام سلطاني ردا على تصريحات رئيس الوزراء الجزائري والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى السبت التي دعا فيها تركيا إلى عدم “المتاجرة بدماء الجزائريين”. واعتبر سلطاني أن تصريحات أويحيى هي “خدمة لفرنسا وشكر لها على قتل الجزائريين”. وأضاف سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم التي غادرت التحالف الذي كان يربطها بالتجمع الوطني وجبهة التحرير، “نحن نتكلم عن الصحراء الغربية فهل نحن نتاجر بدماء الصحراويين؟”. وتابع “لما كنا في الثورة (حرب الاستقلال) وقدم جمال عبد الناصر الدعم لنا فهل تاجر بدمائنا؟ وكذلك الأمر بالنسبة للحسن الثاني وقبله محمد الخامس (الملكان المغربيان الراحلان) وبورقيبة (الحبيب) الرئيس التونسي الراحل”. وكانت الجزائر تلقت الدعم خلال حرب الاستقلال من تونس والمغرب ومصر. وأوضح سلطاني “هو (أردوغان) لم يطلب منا شيء هو فقط قال لفرنسا أنتم تقولون إن تركيا أبادت الأرمن في 1915 أذكركم أنكم أبدتم الجزائريين”. وختم بالقول “نحن ندعم كل من يرفع شعار أن تعترف فرنسا الرسمية بجرائم فرنسا الاستعمارية وأن تعتذر لها وتعوض ضحاياها”. وكان حزب جبهة التحرير الوطني حليف حزب أويحيى في الحكومة اعتبر أن رئيس الوزراء التركي باتهامه فرنسا بارتكاب إبادة في الجزائر، لم يعبر سوى عن “مطلب تاريخي” للجزائريين. وأكد الحزب الذي قاد حرب استقلال الجزائر بين 1954 و1962 أن “جبهة التحرير لم تتوقف يوما عن الطلب من فرنسا الاعتراف بجرائمها المرتكبة في الجزائر خلال الاحتلال”. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في 16 يونيو 2011 خلال زيارة الى الجزائر أن الفرنسيين “ليسوا بعد مستعدين” للتعبير عن الندم، ودعا إلى “عدم التطرق إلى ما لا نهاية” إلى التاريخ الاستعماري. وخلال زيارة قام بها إلى الجزائر في ديسمبر 2007، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة النظام الاستعماري “الظالم بطبعه” لكنه رفض فكرة “التعبير عن الندم”، معتبرا أن ذلك شكل من اشكال “الحقد على الذات” و”التشهير” بالنفس.