عمت الأفراح مركز زفتى بمحافظة الغربية، بعد تردد أنباء عن القبض على الإعلامي محمد فودة بتهمة تقديم رشوة لأحد موظفي وزارة الزراعة. وعاشت مدينة زفتى حالة من الجدل السياسي بعد تداول خبر القبض على سكرتير وزير الثقافة السابق فاروق حسني، والمحكوم عليه في عدة قضايا فساد وتربح من المال العام والمرشح لمجلس النواب عن الدائرة. وتابع المئات من أهالي المركز آخر الأخبار المتعلقة بقضية الفساد المتهم فيها فودة، أحد مرشحي برلمان 2015 عن مركز زفتى، وسط حالة من السعادة، حيث طاف الأهالي بمكبرات الصوت للإعلان عن واقعة الضبط، وأطلقوا العديد من الأعيرة النارية ابتهاجًا بهذا الخبر الذي أسعد قلوب معارضيه، الذين طالبوا محافظ الغربية بحل مجلس أمناء مستشفى زفتى العام الذي يرأسه فودة، وتعيين مجلس آخر من الشرفاء. محمد فودة، الحاصل على دبلوم صنايع، عمل في منتصف التسعينيات سكرتيرًا صحفيًّا لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، بناء على تزكية من ماهر الجندي الذي أحضره معه من الغربية، وانحصرت كل مهامه في ترتيب اللقاءات الإعلامية والصحفية مع وزير الثقافة، لكن فجأة أفاقت مصر كلها في عام 1997 على خبر القبض عليه هو ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي وعدد من رجال الأعمال، بتهم تسهيل بيع أراضٍ خاضعة لمصلحة الآثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشاوي مالية كبيرة. ونشرت جميع الصحف وقتها تفاصيل التحقيقات والمكالمات التي جرت وتسجيلات بالرشاوى التي دفعت وحصل عليها المسئولون، وبعد عدة جلسات قضت محكمة جنايات الجيزة بمعاقبته بالسجن 5 سنوات وتغريمه 3 ملايين و167 ألف جنيه، وإلزامه وزوجته رانيا طلعت السيد برد مبلغ مماثل إلى خزينة الدولة. خرج محمد فودة من السجن واختفى عن الأضواء، ثم ظهر بعد 25 يناير 2011 بصحبة رئيس تحرير جريدة يومية كبرى، وأصبحت تلك الجريدة تتبنى محمد فودة وتنشر أخباره ومقالات له، ثم تزوج فودة من الممثلة غادة عبد الرازق، وبدا للجميع أن الرجل الذي كان يعمل سكرتيرًا لوزير الثقافة قد تحول إلى مليونير، وأصبح واحدًا من أغنياء مصر دون أن يعرف أحد سر ثروته، أو من أين أتى بها. أحاط فودة نفسه بمجموعة من كبار الصحفيين وبدأ في العودة إلى مسقط رأسه زفتى، حيث ينوى الترشح لمجلس الشعب عن المدينة، لكن الغريب أن فودة عقد مؤتمرًا جماهيريًّا خلال شهور ماضية في زفتى للإعلان عن دعم الدستور، وكان مفاجئًا أن تنقل قناة أون تي في المؤتمر الجماهيري الذي عقده فودة على الهواء مباشرة، حتى قبضت عليه الأجهزة الرقابية مؤخرًا في جناحه الفخم بفندق الفورسيزونز. يذكر أن اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية السابق، طرد محمد فودة بعد تطاوله على العاملين بمكتب محافظ الغربية، كما امتنع نعيم عن مرافقة عادل العدوي، وزير الصحة، أثناء افتتاحه مستشفى زفتى العام، واستكمل المحافظ عمله من ديوان عام المحافظة. وكشف مصدر داخل ديوان المحافظة أن سر امتناع نعيم عن الزيارة هو وجود شبهة دعائية لمحمد فودة المرشح المحتمل للانتخابات البرلمانية، الذي روج أنه المتبني لزيارة الوزير، وأنه أنجز الصرح الطبي بزفتى.