إداريون للطلاب: قرار الوزير للثانوية العامة كلام فارغ ولو حصل هنمشيها بالحب ذكري: أغلقنا 10 مراكز تعليمية ونترصد البقية.. والفاشل من يغيب.. وطلاب: نسبة الحضور صفر على مدار سنوات شكلت مرحلة الثانوية العامة قلقًا لغالبية الأسر التي لديها طالب بتلك المرحلة، حيث تسيطر بعض الصراعات على الأسرة والطالب، فالدروس الخصوصية تعتصر قلوبهم وتمص رواتب أولياء الأمور، الذين يعيشون في توتر دائم قلقًا من النتيجة، غير أن الأجواء العامة للمنزل كله تتغير، حيث الهدوء التام والحرمان من عدة أمور قد تكون اعتيادية، كالخروج والتسلية وقراءة ما هو خارج المنهج، ورغم هذا تخرج علينا الحكومة بقرارات متتالية بزعم أنها تحسن من أوضاع التعليم. عماد الدين فؤاد، طالب بالصف الثالث الثانوي، بدأ في دوامة الدروس الخصوصية، وبينما بلغت "تسعيرة" المادة الواحدة تتراوح في العام الماضي نحو 80 إلى 100 جنيه، إلَّا أنها ارتفعت مؤخرًا بشكل ملحوظ بما يكبد أسرته مصروفات أعلى بكثير عما سبق. ووفقًا ل"فؤاد" فإن التكلفة الشهرية لمصروفات الدروس الخصوصية في المراكز التعليمية وحدها مرتفعة للغاية، فدرس اللغة العربية يبلغ شهريًّا 160 جنيهًا، بخلاف المذكرات التي تصل إلى 150 جنيهًا، بينما مصاريف درس اللغة الإنجليزية والكيمياء والفيزياء واللغة الأجنبية الثانية تبلغ 120 جنيهًا لكل منها، فيما ينفق شهريًّا على مادتي الأحياء والجيولوجيا 300 جنيه. وأشار إلى أن كل مدرس يستأجر قاعة بأحد العقارات، متوقعًا أن تكون مثل تلك المراكز غير خاضعة لرقابة وزارة التربية والتعليم. وفيما يتعلق بالحضور والغياب، قال: لم أعتاد الالتزام بالحضور في المرحلة الثانوية، واستفسرت عن قرار الوزير بفصل من يتجاوز عدد أيام الغياب المقررة له، وبسؤال أحد الإداريين قال: "ده كلام فاضي وحتى لو اتفعل هنمشيها بالحب". وقال محمد كامل، طالب بالمرحلة الثانوية العامة بمدرسة شدوان: الدراسة لم تبدأ فعليًّا بالمدارس، وبالتالي فلا يوجد حضور وانصراف، لكن من المعهود منذ سنوات طوال أن طلاب الصف الثالث الثانوي لا يهدرون أوقاتهم في اليوم الدراسي، ويستغلونه في المذاكرة وتلقي الدروس الخصوصية، التي بالطبع ستكون أحد أهم العوامل التي يتوقف عليها مصير الطالب. وأشار كامل إلى أن لمدرسة شدوان طابعًا خاصًّا يميزها عن غيرها؛ للجو الأسري الذي يسيطر على كل أنشطتها ويجعل طلابها حريصين على الحضور بانتظام، فضلًا عن عدم تقصير المعلمين في الشرح، وهو ما تفتقده مختلف مدارس المحافظة، فكان متوسط الغياب خمسة طلاب فقط في اليوم الواحد، وهو ما لمسه في العام الماضي. ووصفت صباح السلمي، مدرس لغة عربية، قرار الوزير فيما يتعلق بدرجات الحضور والغياب والسلوك لطالب الثانوية العامة بالخاطئ، نظرًا للوضع المتردي التي آلت إليه المدارس من تعنت المدرسين ضد الطلبة الذين لا يحصلون على الدروس الخصوصية لديهم، وبالتالي سيمنحونهم درجات سلوك ضعيفة، معتبرة أن التعنت ضد طلاب الثانوية العامة يهدد مستقبل الطالب، فالطالب يختار المدرس الأكثر شهرة من حيث تفوقه في الشرح وتفوق طلابه السابقين عليهم في الامتحانات. وفيما يخص الدورات التدريبية التي تمنحها وزارة التربية والتعليم للمعلم لتحسين أدائه، تقول السلمي: حصلت على العديد منها في عدة مدارس وبوكالة الوزارة والأكاديمية المهنية للمعلمين، وفي كل مرة لا أتعلم جديدًا، لكني وزملائي نحصل عليها طمعًا في الترقيات، مضيفة أنهم في النهاية لا يحصلون على الشهادة إلَّا بعد سداد 300 جنيه، كما أنهم فوجئوا بعدم اعتراف الوزارة بها أو حتى ترقيتهم، وبمخاطبة الوزارة قالت، الدورات الخاصة بالترقية يحصل عليها المعلم بالأكاديمية المهنية للمعلمين بتكلفة 700 جنيه. ورغم رفضها القاطع ممارسة الدروس الخصوصية، إلَّا أنها أيدت المراكز التعليمية التي تخفف ثقل نفقات تلك المرحلة المهمة من على كاهل أولياء الأمور؛ ولأن المدرسين لا يشرحون بالفصول إلَّا في الأسبوع الأول، بهدف استعراض طريقة كل منهم في الشرح طمعًا في ضم طلاب جدد. من جانبه قال جمعة مصطفى ذكري، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية ل"البديل": المراكز التعليمية المنتشرة في مختلف أنحاء المحافظة، جميعها تعمل بالمخالفة للقانون، مشيرًا إلى أنه أغلق 10 مراكز إلى الآن وجاري السعي نحو إغلاقها جميعًا خلال الفترة المقبلة. وأضاف أنه لضمان عودة الطالب إلى المدرسة والالتزام بالحضور وتحسين سلوكياته للبدء في تنفيذ قرار الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، بتخصيص درجات للحضور والغياب داخل الفصول لطلاب الثانوية العامة، فإنه يجب أولًا أن يتلقى الطالب شرحًا جيدًا داخل الفصول. وأشار ذكري إلى أن الوزارة بدأت بالفعل في تأهيل المعلمين لاستقبال العام الدراسي الجديد، من خلال تدريبهم باستخدام أحدث الطرق ونقل الخبرات ممن هم أعلى من حيث الخبرة إلى زملائهم الأقل خبرة، مؤكدًا أن النفقات كافة تلتزم بها وزارة التربية والتعليم، والتي بدأت بالفعل في تنفيذ تلك الآلية. وشدد على أن الغياب والحضور من قِبَل الطلاب داخل الفصول بالمدارس، وكيفية التحقق منها وضمان تنفيذ قرار الوزير بخصوصها، من الأمور التي تنفذ وفق معايير محددة وليست متروكة سدى لهوى أي جهة. وبالنسبة لوضع المدارس الحكومية، وخروج الأمر عن سيطرة المعلمين، وغياب ضمير الكثيرين منهم بمحاباة الدروس الخصوصية على الشرح داخل الفصول، مما أدى إلى اعتبار الطالب المدرسة مضيعة للوقت، وصف ذكري من يعتقد ذلك بأنه "طالب فاشل"، مضيفًا: المدرسة أساسها العلم، وكلنا تعلمنا في المدارس، والقليل مش بيشرحوا لكن القاعدة العريضة بتشرح".