تشهد الحدود التركية السورية تطورًا جديدًا، لاسيما بعد إعلان وزارة الخارجية التركية شن أول غارة ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، تطور يراه محللون أنه طبيعي خاصة بعد المشاورات الأخيرة بين واشنطنوأنقرة وما تردد عن إقامة منطقة عازلة في سوريا. جاءت موافقة تركيا على المشاركة مع التحالف الدولي في حملة القضاء على داعش بفعالية أكبر بعد أشهر من التردد، علما بأن أنقرة كانت وافقت على استخدام الجيش الأمريكي قاعدة أنجرليك الجوية الرئيسية على مقربة من الحدود السورية، في الحملة ضد تنظيم "داعش". وفي وقت لاحق أعلن الحليفان واشنطنوأنقرة التوصل إلى اتفاق على آليات التعاون العسكري والفني بينهما ضد المتطرفين، في الوقت الذي تتعرض فيه القيادة التركية لاتهامات موجهة من قبل المعارضة التركية وعدد من الدول الإقليمية، بأنها تتساهل حيال عناصر تنظيم "داعش"، والمتعاطفين معهم، غير أن أنقرة دأبت على نفي هذه الاتهامات. وكانت تركيا أعلنت في نهاية يوليو "حربا ضد الإرهاب مستهدفة تنظيم "داعش"، وكذلك، بصورة خاصة، انفصالي حزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية وفي شمال العراق، حيث للحزب معاقل في إقليم كردستان شبه المستقل. وقبل نحو أسبوعين نفى وزير خارجية تركيا آنذاك مولود تشاووش أوغلو عزم بلاده نشر قوات برية في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" رغم أن هذا الخيار يجب أن يبقى مطروحا، حسب قوله، هذا ونفى تشاووش أوغلو وجود أي خطط لتركيا لشن عملية عسكرية على الأكراد في سوريا قائلا: "في الوقت الراهن لا ندرس إمكانية إجراء عملية برية ضد الأكراد السوريين من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا". ويرى مراقبون أن الولاياتالمتحدة وبتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت السوريين الأكراد الذين كانوا أكثر حلفاء واشنطن، حيث يري أصحاب هذا الرأي أن الاتفاق يقضي بحصول أمريكا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، لكن سرعان ما تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان الأكراد في تركياوسورياوالعراق، وأن الضربات ضد تنظيم داعش لم تكن أولوية للأتراك، إذ أن 3 غارات جوية تركية فقط استهدفت تنظيم داعش مقابل 300 شُنت ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني. ويرى خبراء أن توسيع حملة تركيا ضد داعش في سوريا أسبابها تقويض نفوذ الأكراد في هذا البلد، لاسيما مع تمددها في الفترة الأخيرة حيث نشرت الصحافة الكردية عن ضم مدينة «تل أبيض» إلى عين العرب كوباني، الخاضعة للإدارة الذاتية الكردية بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم داعش. وأوردت تقارير استخبارية دلائل على تساهل أنقرة إزاء داعش وانتقاله، بحرية، عبر الحدود بين سورياوتركيا،ووفقا لصحيفة الأندبندنت، فإن سيطرة الأكراد على نصف الحدود السورية التركية التي يبلغ طولها نحو 900 كيلومتر، كان سببا وراء عرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التعاون بشكل أكبر مع الولاياتالمتحدة، وفتح قاعدة إنجرليك أمامها بعدما مُنعت منها في السابق. ثمة معلومات أكدت أن المعارضة المسلحة التي تدعمها واشنطن، وأرسلتها بعد تدريب إلى الحدود السورية تحت مسمى "الفرقة 30′′ بزعم محاربة داعش والجيش السوري، عندما عبر أفرادها إلى سوريا من تركيا، وجدت مقاتلين من جبهة النصرة الذين أسروا عددا منهم. ويعتقد خبراء أن هذا دليل على أن جبهة النصرة حصلت على معلومات عن تلك الفرقة من المخابرات التركية، بهدف تدمير الفرقة التي أسستها الولاياتالمتحدة ، ويضيف الخبراء أن ذلك لن يترك لأمريكا سوى خيار تدريب قوات لها علاقة بتركيا للتحكم في توجهاتها وكون هدفها الأساسي سقوط نظام بشار الأسد وليس محاربة داعش.