فى وقت انتفاضة الشعب اللبنانى احتجاجا على "الزبالة" التي ملأت الشوارع دون أن تجد حكومة ترفعها أو فاعل خير يردمها حتى أشعلت غضب اللبنانيين، تعانى مدن وقرى محافظة الغربية بل مدن وقرى مصر كلها من مشكلة انتشار تلال القمامة تلك المشكلة المتواجدة في الأحياء الراقية والفقيرة علي السواء فلم يعد غريبا أن ترى صندوق القمامة مكتظ ويمتد لنصف شارع أو قد تجد قمامة بلا صندوق من الأساس والمفارقة ان كلاهما تبعث روائح كريهة وتؤدى إلي انتشار الأمراض والمسؤلين رغم الوعود إلا أنهم غائبون ومازال المواطنون فى الغربية يعانون من ازدياد انتشار القمامة تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة البيئة إلى زيادة حجم الزبالة عاماً بعد عام بشكل كبير خصوصاً مع تزايد عدد السكان وأن مايتم رفعه منها لا يزيد على النصف في حين يظل قسم كبير في الشوارع وأن حجم الزبالة عام 2000 كان 20 مليون طن ومتوقع أن يصل إلى 30 مليون طن عام 2016. قال أحمد إبراهيم الذى يسكن قرية تلبنت قيصر بمركز طنطا أن شوارع القرية تمتلأ بالقمامة والمهملات وأخشي علي أطفالي من مشاكل التنفس والأمراض، كما أرسلت شكاوى لمجلس المدينة لأكثر من مرة ولكن بلا فائدة مشيرا أن الحل أن يخرج مسئول ويتحدث عن أسباب المشكلة بصراحة ويتم إلغاء التعاقد مع الشركات المتقاعسة وتتلاعب بأموال الحكومة فقط، ويتم عمل مبادرات وطنية بشباب وتوفير وظائف عمل لهم وأعرب جمال زيد، موظف بالسكك الحديدية بمدينة سمنود، عن ضيقه من أزمة القمامة قائلا "أبسط حقوق المواطن أن يعيش في بيئة نظيفة تتسم بالآدمية ولكن يعجز المسؤلين في توفيرها للمواطن ويتركون المواطن يعاني من الأمراض والأوبئة ولا يعبئون به" مضيفًا "أرسلنا العديد من الشكاوى إلى محافظ الدقهلية ولكن دون استجابة" أما أمال عبد الرازق، موظفة بجامعة طنطا وتقيم بقرية الحداد مركز بسيون فقالت: "الأزمة زادت عن حدها والقمامة بقيت محاصرانا في كل حتة ووصل الأمر إن شركات نقل القمامة بتلقي بيها على مدخل البلد وعلى المصارف يعني مابيعملوش حاجة" وأضاف حسن عادل أحد الفلاحين بقطور "مياه الري ملوثة ارحمونا يا حكومة لا نور ولا مياه ولا سماد للأرض ولا نضافة" وأضاف "عاوزين نعيش زي الناس مش زي الحيوانات" بينما قال تامر إبراهيم ويعمل كهربائيا بقرية كفر الشيخ مفتاح بمركز السنطة "المشكلة في الأهالي نفسهم مش الحكومة، لأن الناس هي اللي بترمي القمامة يبقى هما اللي يشيلوها". وقال المحاسب سيد هنداوى من مدينة طنطا كل المطلوب إرادة جادة وبدء فوري في المشروع القومي لإعادة تدوير الزبالة ويعتبرذلك الحل الأمثل للتخلص منها بطريقة تحد من المخاطر البيئية والصحية الناتجة عن حرقها كما أنها تعود بالنفع الاقتصادي على الدولة فتنخفض ميزانية عقود النظافة ويتم خلق فرص استثمارية لمنشآت صغيرة ومتوسطة الحجم تعتمد على المواد المفروزة هذا بالإضافة إلى توفير الآلاف من فرص العمل للعمال والفنيين والمهندسين والاداريين على حد سواء فى ذات السياق أعلن مجمع إعلام طنطا التابعة لهيئة الاستعلامات عن تدشين مبادرة غدا الثلاثاء بقاعة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة تحت عنوان "بيئة نظيفة" بالتعاون مع جهاز شئون البيئة وتستمر فعاليات المبادرة لمدة شهرين. وأوضحت فاطمة الدمرادش رئيس الإدارة المركزية لإعلام وسط الدلتا أن تلك المبادرة تأتي فى إطار اهتمام الهيئة العامة للاستعلامات برفع وعي المواطنين بأهمية البيئة وكيفية التخلص الأمن من قش الأرز مضيفه أن المبادرة تستهدف رفع وعي المزارعين بإعادة تدوير المخلفات الزراعية والتخلص الأمن منها ومن المتوقع عمل ثمان ندوات توعية في ثمان قري هي الأكثر حرقا لقش الأرز وتأتي المبادرة تزامنا مع موسم حرق الأرز بمحافظة الغربية. وقال سعيد مصطفى كامل محافظ الغربية فى حديثه لرؤساء المدن والأحياء ورؤساء الوحدات القروية: "الناس متضايقة من القمامة المنتشرة فى الشوارع، وأنتم فين وبتعملوا ايه فى مكاتبكم؟" وأضاف المحافظ فى لهجة حاسمة: "مكانكم فى الشارع وبين الناس ، شوفوا عمالكم ومرؤسيكم وعاوز نتيجة من لسان المواطنين مش من تقاريركم المزيفة". وأوضح كامل، أنه سيقوم بنفسه بجولات فى شوارع مدن المحافظة لمتابعة حالة النظافة ورفع القمامة ومحاسبة المسئول عن التقصير فورا بعزله وإحالته للتحقيق. وأكد المحافظ أن المحافظة لم تبخل على الوحدات المحلية بالأجهزة والعمالة وتصرف ملايين الجنيهات على جمع القمامه ونقلها لمدفن السادات وباقى المناطق المقرره لذلك. وطالب كامل من المواطنين مساعدة الأجهزة فى مجال النظافة بإلقاء القمامة فى مواعيد ثابتة حتى لا تطول فترة بقائها فى الشارع، وشدد على أن عربات جمع القمامة لا تتأخر يوما عن وصولها لمكان القمامة ورفعها ولكن عقب رفع الموجود يقوم الناس بإلقاء غيرها وهذا لا يجب ولا يصح أن يكون ولا يرضى الناس أنفسهم وعلى الجميع أن يقوم بمسئوليته.