يومًا تلو الآخر تظهر ملامح انتخابات الرئاسة الأمريكية، حملات تبدأ معها المواجهات بين مختلف المرشحين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وفي الوقت الذي يستعد فيه أغلب الديمقراطيون بحسب استطلاعات الرأي خلال الفترة الأخيرة إلى ترشح هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة لرئاسة الجمهورية عن الحزب الديمقراطي ، ظهر نائب أوباما "جو بايدن" على الساحة ليحدث مفاجأة، حيث تتحدث مصادر كثيرة عن نيته المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2016، وتطرح هذه الأحاديث العديد من الأسئلة هل هناك فرصه لفوزه؟.. ومن يدعمه من حزبه خاصة وهو الوريث الشرعي لأوباما على خلفية إنه من ضمن فريقه في الأعوام السابقة؟.. وما واقع المنافسة بينه وبين كلينتون في الحزب الديمقراطي؟..وما تأثير فوزه على الاتفاق النووي الأخير الذي تم مع إيران؟. من الدلائل التي تؤكد جدية بايدن للترشح في الانتخابات اتصالاته بمانحين أثرياء يمكن أن يموّلوا حملته، واضعًا نصب عينيه نفس المانحين، الذين أسهموا في تمويل حملة الرئيس أوباما، باعتبار أن بايدن قريب من أفكار أوباما التي دعمها المانحين من قبل في الفترتين السابقتين، وفيهم محامون أقوياء وأمريكيون من أصول يونانية. فضلًا عن أن بايدن أجرى مشاورات مع كبار المستشارين لتقييم خيارات منافسة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، أبرز المرشحين الديمقراطيين للرئاسة، حيث التقي السيناتور اليزابيث وارين، وهي زعيمة تقدمية تحظى بشعبية ولها قاعدة تأييد كبيرة بين الديمقراطيين مع تفكيره فيما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة. ويمثل اجتماعه ايضًا مع وارين دليلا آخر على مدى الجدية التي يوليها بايدن لخوض المنافسة من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، وتحظى وارين بقدر كبير من دعم الجماعات ذات التوجهات الليبرالية والتي تحسم الفوز في الولايات التي تصوت في البداية. وأشار قادة ديمقراطيون إلى أنهم سيعيدون النظر في تأييدهم لترشيح هيلاري كلينتون، إذا قرر بإيدن دخول السباق، للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية العام المقبل، يضاف إلى ذلك أن منظمة جديدة أُطلقت لدعم ترشيح بايدن، وبدأت إعداد البنية التحتية واللوجستية لاستخدامها إذا قرر بايدن دخول حلبة السباق. وتكمن مشكلة بايدن في شخصيته المعروفة بالعفوية والشفوية، إذ كثيرًا ما يرتجل المواقف ويقول الأمور كما هي، ما سبب له بعض المتاعب السياسية خلال عقود، أما قوته فهي في سجله بمساعدة المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي وعلاقاته القوية داخل الكونجرس، بالإضافة إلى خبرته في البيت الأبيض على مدى ست سنوات، أشرف فيها على ملفات بارزة في السياسة الخارجية، ما يعني أن بايدن يتحدث في المناظرات الرئاسية من موقع صانع القرار في لهجة بسيطة تتفاعل معها الطبقة المتوسطة. وقال جوش آلكورن أحد الناشطين في المنظمة التي تدعم ترشيح بايدن، إن المنظمة تأمل بتوسيع عملياتها خلال الأسابيع المقبلة "لإطلاع المزيد من الناخبين على سجل نائب الرئيس"، كما يقول مؤيدو ترشيح بايدن إنه «إذا دخل حلبة السباق سيصوّر نفسه بمثابة الوريث الشرعي لتركة أوباما، وهم يؤكدون أن احتمالات فوز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية لا يُستهان بها». هذه الدلائل الكثيرة التي توضح نية أغلب أعضاء الحزب الديمقراطي في دعم نائب الرئيس الأمريكي لخوض الانتخابات الرئاسية والفوز بها ، تؤكد أن الديمقراطيون مستمرون في التأييد لسياسية الرئيس الأمريكي باراك اوباما الداخلية والخارجية فيما يخص الاتفاق النووي الذي يدافع عنه الرئيس الديمقراطي بقوة ويؤيده غالبية أعضاء حزبه . ويضمن بايدن إذا فاز في الانتخابات الرئاسية الاستمرار بنفس السياسة التي ينتهجها أوباما اتجاه الملف النووي الإيراني خاصة وهو من ضمن الفريق الذي كان يروج للاتفاق حتى لأعضاء الحزب الديمقراطي نفسه، حيث قال بعد التوقيع على الاتفاق إنه «أتوقع أن يؤيد الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي الاتفاق النووي مع إيران بمجرد أن يفهموه، وأنا واثق من أنه سيعجبهم عندما يفهمونه كله». على عكس كلينتون المرشحة المنافسة التي كان موقفها إزاء الاتفاق النووي غامضًا في بعض الأحيان ومتشددًا في أحيانًا أخرى ، حيث حذرت هيلاري من أنه على الرغم من الاتفاق الذي يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إبرامه مع إيران بشأن برنامجها النووي، سيظل النظام في طهران يمثل تهديدا رئيسيا للولايات المتحدة، مؤكدة أنها لا تثق بالإيرانيين ويجب أن لا يثق بهم أحد.