طوابير "زنقة الستات"أمام السجلات المدنية بأسيوط تحمل كافة أنواع التحرش وسط الزحام، وتراشق بالألفاظ مع مشادات واشتباكات ليخرج أمين الشرطة حاملًا "الشومة" لإعادة تنظيم الطوابير. وسط الشمس الحارقة مع الطوابير لأكثر من 20 متر أمام السجلات المدنية بمراكز ديروط ومنفلوط والقوصية وللأسبوع الرابع على التوالى يواصل مواطنو "أسيوط" استخراج شهادات الميلاد وإضافة أسماء أبنائهم بالبطاقات التموينية وسط مأساة إنسانية حقيقية تحت لهيب حرارة الشمس الحارقة. فيما أضطر العديد من النساء للهروب من ظواهر التحرش العلانية المنتشرة أمام الجميع، من خلال دفع 50 جنية لبعض سماسرة استخراج شهادات الميلاد والتى تربطها علاقة بالعاملين داخل السجلات المدنية فى حين أن سعرها الأساسى 7 جنيهات. وبخلاف ذلك قفلت مصلحة البريد بأسيوط مكاتبها فى أوجه المواطنين من خلال طلبات طوابع المواليد التى يطلبها موظف السجل المدنى لاستكمال استخراج شهاده الميلاد، وشهدت السوق السوداء انتعاش من خلال بيع طوابع البريد ب 40 جنيه للطابع بدلا من 20 جنية ليلاقى ذلك استياء الموطنين ممن اصطفوا أمام مكاتب البريد. فى نبره حزن شديده قالت فوزيه محمد، ربة منزل بأنها لليوم الرابع على التوالى تأتى لاستخراج شهادة ميلاد لابنها الرضيع وهى لا تستطيع الحصول على طابع مواليد من مكتب البريد الذى طلب منها التوجه إلى مكتب بريد أسيوط، وعند حصولها على طابع البريد من السوق السوداء ظلت فى طابور امتد لعشرات الأمتار حتى وصلت إلى شباك الموظف لينهى عمله. "فوت علينا بكره يا سيد" بهذه الجملة بدأ "خالد مصطفى "محامى ،حديثة حين سمعها من موظف السجل عند وصولة الشباك ليأخذ دوره حتى أنه انهى عمله مع الانتظار لأكثر من 6 ساعات تحت الشمس الحارقة والحر الشديد دون تنظيم أو ترتيب من الناس وجهاز حاسب الى داخل كل سجل مدنى. كما شهدت السجلات المدنية بديروط ومنفلوط وابوتيج مشادة كلامية بين المواطنين بسبب سوء التنظيم واستخراج الشهادت لبعض الافراد من خلال الوساطة والمحسوبية ،كما يشهد التعدى من بعض افراد الامن بالالفظ والسب والشتم من أجل تنظيم الصفوف ،فى حين أن جهاز حاسوب غير كافى داخل كل سجل مدنى ،حيث أن معظم السجلات تشهد تواجد ما لايقل عن 300 مواطن يوميا ،مما يعد غير كافى على استيعاب هذا العدد يوميا. وأكد"يوسف عبد الله "موظف بالسجل المدنى،بأن معظم السجلات المدنية بكافة قطاعات الجمهورية تشهد تكدس غير طبيعى لأستخراج شهادات المواليد واضافة اسماء ابنائهم بالبطاقات التموينية كما أن معظم السجلات المدنية باسيوط تحتاج إلى تأهيل وزيادة فى عدد الحاسبات الالية التى تعمل على أستخراج شهادات الميلاد والعمل على تصليح كافة أعطال الشبكة التى تعوق العمل لمدة ساعات بسبب انقطاع الانترنت والبيانات،فى حين أن الجميع يعمل جاهدا للحد من الزحام والتكدث .